الثلاثاء، 20 سبتمبر 2011

الجمهورية العربية الكورية وحكاية 'الحوار' الذي ذهب بأم عمرو................أحمد عمر


قبل أن أتحدث عن 'الأصلع الدجال' وهو كائن فضائي لبناني مقاوم للصدأ ومضاد للكسر والرطوبة وخال من دهن الكولسترول والكحول ويحظى بإقامة المؤتمرات في قلب السنسكريتية النابض، فيما ينفى المعارضون (تسميهم فضائيات التبن بالمعترضين تيمنا!) إلى ما وراء أعالي البحار وأسافل كعوب الجبال، وبفضل الدماء الزكية، وثلوج روسيا، نجحوا في اقامة مؤتمرهم الأول في أطراف عاصمتهم!
المعترضون البخلاء خرجوا بلاءات ثلاث فقط: لا للتدخل الخارجي (أي للجامعة العربية)، لا للطائفية أي (لشعار الله اكبر في المظاهرات) لا للعنف (ضد الحمير). وهي لاءات أصلها 'نعم' لحّنها وكتب كلماتها ' يا همَ لالي' ولا ينقصها إلا صفقة طلائعية وينتقل بعدها المؤتمر من حلبون إلى نايت كلوب صحارى.
سأذكر بأني عرضا وصيدا للخاطر، سميّت، في مقال سابق فضائيات زورية بفضائيات التبن، إلى أن ظهرت مذبحة الحمير، التي كانت كل جرائمها أنها تحب التبن. وصف معارض مقيم في الخارج الضحايا بأنها قتلت 'بدم بارد'! وقد ركزت فضائية الإخبارية على حوارات حلب الاكاديمية وتردي التعليم والتجهيل، حتى أن احد الأساتذة قال بأنه منذ عشرين سنة وهو يكرر ملاحظته هذه! وأظهرت الفضائية - بدون مونتاج - وكأن الحوار الأكاديمي هو أعلى سقف ديمقراطي في التاريخ العالمي الكوني المعاصر! الجهل نجده في سؤال خريج جامعي من كلية الآداب قال: كنت حتى البارحة افهم من وصف القتل بدم بارد بأنه الحقن بحقنة فيها دم بارد في جسد الضحية فتموت بالجلطة الدموية!!
'معركة الحمير' ذكرت البعض بمشهد قتل الحاكم بأمر الله الفاطمي للكلاب ومشهد قتل الكلاب في رواية خريف البطريرك، بفتوى من الإمام مالك ترخص قتل الكلاب لمصلحة!! في الفلم المهرب، يظهر جند بواسل، كماة، مدججين، مقاومين وممانعين من كوريا العربية وهم يجمعون الحمير ثم يعرونهم من السروج والسرابيل (للإذلال) ثم يبدأ الطعن من الظهر! والحمار، أعز الله هتلر وستالين ومن سنّ سنتهم واهتدى بهديهم من الإخوة العرب إلى يوم الدين، وهو الذي بنى الحضارات كما يقول المؤرخون، فالحصان كان بطل الحروب أما الحمار فهو بطل السلام على الأرض (إلى جانب الحمامة في السماء) فهو الذي كان يكتشف أسهل الطرق والدروب بين السهول والجبال الوعرة، وحاليا، يساعد الحمار مع العنكبوت والضفادع في كشف الزلازل قبل وقوعها، كما يساهم في الثورات وفي ربيع العرب وما اجتماع كتيبة الإعدام عليه إلا دليلا على صحة هذا الرأي؟ لكن الحمار، اعز الله جميع الطغاة العجم والعرب، هو الكائن الوحيد الذي يصعب الانتقام منه، أو أن الانتقام منه لا يشفي غلا ولا يبل صدى، إن لم يزده! توقع كاتب هذه السطور نشوء صفحة فيسبوك باسم: الحرية في زمن الحمير، أو إنهم يقتلون الحمير، أو أنا والحمار وهواك، أو لا تبكِ يا حمير العمر... لكن توقعاته ذهبت سدى.
يحكى أن سائقا محترفا من معارفي صدم حمارا فضحك الجميع عليه، وحتى الآن لا نعرف سبب تعرض الحمير إلى الإعدام في الفلم المذكو (الذي لم ثتبت صحته بعد من جهة مستقلة!) وقد يكون مفبركا مثل أسطورة الأمن والاستقرار، ولأننا ديمقراطيون سنعرض الافتراضات التالية وللقارئ اختيار ما يريد:
إنها حمير متآمرة و'وقع عليها الحد' - لأنها شاركت في مظاهرة من غير ترخيص - لأنها رمز الحزب الديمقراطي الأمريكي - لأنها حمير مندسة - لأنها ترفض الحوار تحت سقف الوطن - لأنها تشارك المهربين في تهريب الصور ومدمنة على 'الحشيش' وحبوب الهلوسة - لأنها عطلت الدستور و أكلته اكلأ لما ... لكن يرى آخرون أن عقوبة الإعدام كانت قاسية، ولو حدثت الحادثة في دولة أوربية متحضرة لخرج الشعب يريد إسقاط النظام. العقوبات المقترحة غير الإعدام هي:
عقوبة التعزير بوضعها في السجن - استخدامها في كسر الحصار بتهريب الكومبيوترات على ظهرها- إخراجها في مسيرات مؤيدة... تحت شعار 'الحوار كله مسرح'. المشهد عموما يذكر بقول الشاعر:
إذا ذهب 'الحوار' بأمّ عمرو... فلا رجعت ولا رجع الحوار
شرح الكلمات الصعبة؛ أم عمرو: الحرية. والقصة راويها الجاحظ وهي من أعجب قصص العشق القاتلة ويمكن للقارئ الرجوع إليها وسيستمتع بها، القصة مكفولة مدة سبع سنوات، والمدة المثالية أربع سنوات لدورتين فقط. حسب الدستور القادم بعون الله تعالى.الأشقر الدجالوهو غير الأصلع الدجال وكلاهما من سحرة الكلام، و لهما قدرة تحويل البحر إلى هريسة، وقد زعم الأصلع الدجال أن قطر - التي وصفها بأنها كرّ 'ولد الحمار' يجرّ جملا مثل تركيا - أنشأت مدينة هوليوودية بقياس 40 الف متر مربع تشبه الحارات السورية لتمثيل مظاهرات. ولا ادري بأيهما افرح؟ بحنجرة الأشقر الدجال أم بأناشيد زميله الأصلع الدجال. وكلاهما من كبار طباخي نظرية المؤامرة.
كانت فضائية الإخبارية تعدّ قبلات اردوغان لوزراء الدول 'الرجعية' التي ليس فيها دساتير مثل قطر والبحرين (بريطانيا أيضا ليس فيها دستور أيضا!) لكنه قبّل أيضا رئيس الوزراء الثوري عصام شرف قبلات حميمية؟ ومن مفارقاتها وزميلاتها من فضائيات التبن، قولها في شريط إخباري عاجل: سوريا تتعرض لمؤامرة كونية (أي من المجموعة الشمسية بما فيها كوكب عطارد ومجرة درب 'الدبابة').. ومن مفارقاتها: أن الدولار يصمد أمام الليرة؟ فذكرني الخبر العاجل بنكتة النملة التي قالت للفيل: الجسر يهتز تحت أقدامنا! مع إقرارنا بأن الفيل كائن يسري عليه ما يسري على الحمير والطغاة.
ومن مفارقاتها أنها عابت على السفراء الأجانب تعزيتهم بغياث مطر التي تكرمت 'الدنيا' ووصفته بالمرحوم من غير أن تشير إلى طريقة موته؟ والجهة التي 'موتته'؟ فالمفروض برأيها أن تعزي بضحايا الحان الوداع؟ ومن المفارقات أن يتساوى عدد قتلى الحان الوداع مع مدفوني الحدائق مساواة 'مطلقة'؟

اسعد أبو خليل في العالم سررت بزيارة 'الجزيرة' لبطريريك اليسار الأخير اسعد أبو خليل، سرورا اقل من سروري بتصريحات البطريرك بشارة الراعي التي طرت بها فرحا (وهذا يعني أني اصولي مثله). أبو خليل يذكرني ب'السنفور غضبان'، من جمهورية السنافر الاشتراكية اليسارية الخيالية التي ابتدعها الرسام البلجيكي بييو كوليفورد. أبو خليل لا يرضى بغير تغيير العالم 'على الأقل'!! يستمتع كاتب هذه السطور بجملة الرفيق السعيد ذو الرأي 'الرشيد'، وبالمعرفة الكمية في مقالاته اللبنانية.
اما الفرق بين المكتوب والملفوظ 'الملحن' فلعل سببه عنصرية الفينيقية اللبنانية التي تجلت يسارا، أو عدوى الصهيونية العنصرية، وكلاهما يشبهان اليوراانيوم غير المنضب. الحق أن بطريرك اليسار العربي، يذكرني بكل السنافر: سنفور مفكر ، وسنفور مقاوم، وسنفور حالم، وسنفور مناضل وبابا سنفور . .وخذ ثلاثة أنفاس معسل منضب أما سنفور أخضر، صاحب النظرية الخضراء فلا يزال يقول: أنا معي 'الملايين'، وهي ملايين ربحها من ريع كتابه: الأرض الأرض، الجحر الجحر، .. وغب عن الوعي أربعين سنة، بوعزيزي القارئ!كاتب من كوكب الأرض
qma
qpt

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق