الأحد، 28 أغسطس 2011

إذا أغمضت الأنظمة العربية عيونها عن محنة السوريين.. فما بال الشعوب؟


الطاهر إبراهيم
لم أستطع كبح العبرات وهي تسيل من عيني وأنا أستمع إلى هتاف الشباب المغربي يهتف: 'عاش الشعب السوري عاش' في المظاهرة التي سيرها مناصرو الشعب السوري في محنته. ثم لم ينس المغاربة أن يوجهوا رسالتهم إلى بشار أسد فهتفوا أيضا: 'يا بشار يا ..... الشعب السوري في العيون'. لقد كانت المظاهرة حاشدة تلك التي سيرها الشعب المغربي مناصرة للشعب السوري، بعد أن دفع بشار أسد بالدبابات السورية التي دفع ثمنها من قوت أطفاله لكي تقصف السوريين في حماة ودير الزور والبوكمال، ومن قبلها درعا وجسر الشغور وقرى جبل الزاوية. قبل استيلاء حزب البعث علي السلطة في عام1963 كانت الحكومات الوطنية المتعاقبة في سورية تجعل القضايا الوطنية العربية في صلب اهتمامها. فأثناء الحرب في فلسطين، اندفع الجيش السوري نحو فلسطين عام 1948 مدافعا عن عروبة فلسطين وليقف ضد الميليشيات الصهيونية من أن تحتل أرض فلسطين، وسقط الشهداء فوق التراب الفلسطيني. كما شارك الشيخ مصطفى السباعي أول مراقب عام للإخوان المسلمين السوريين في الدفاع عن القدس الشريف من العراق وحافظ مع إخوانه الآخرين من إخوان العراق وإخوان مصر وإخوان لبنان في إبقاء القدس عربية ولو إلى حين.
وإذا كان الرئيس الجزائري 'عبد العزيز بو تفليقة' نسي للسوريين أياديهم البيضاء، يوم قامت ثورة الجزائر في عام 1954 ضد فرنسا، عندما كان السوريون يرسلون المعونات إلى جيش التحرير الجزائري، فما بال الجزائريين اليوم ينسون إخوانهم السوريين حيث ينكل بهم النظام السوري في كل مدينة وفي كل قرية بكرة وعشيا؟ أم لعل الجزائريون ما يزالون مخدوعين بالنظام السوري ويعتبرونه نظاما مقاوما وممانعا، كما يفعل بعض القوميين العرب؟
ولعل المساهمة السورية كانت أوضح ما تكون بالوقوف إلى جانب المصريين أثناء العدوان الثلاثي الذي شنته إسرائيل وبريطانيا وفرنسا عام1956 ، فقد كانت أكبر من أن تنسى. كما ساهمت البحرية السورية في الحرب ضد العدوان. وكان ممن قدم روحه الضابط السوري 'جول جمال'. كما كانت المظاهرات الصاخبة تجتاح كل المدن السورية تأييدا لمصر، وقطع العمال السوريون خط نفط 'التابلاين' الذي ينقل البترول إلى أوروبا عبر سورية. اليوم وقد نصر الله الإخوة المصريين، يتظاهرون كل يوم جمعة لجلب رموز الحكم السابق إلى شباك المحاكم، فهلا جعلوا ساعة من كل يوم جمعة لتأييد إخوانهم السوريين؟
ويوم تعرض الشعب العراقي في خمسينيات القرن العشرين لمؤامرات واشنطن عليه، عندما حاولت الهيمنة على العراق بإنشاء حلف بغداد، وقف الشعب السوري وقفة رجل واحد ضد حلف بغداد. وإذا كان رئيس الوزراء 'نوري المالكي'، لا يخرج عن سياسة طهران، فيسكت عما يفعله 'بشار الاسد' بالشعب السوري، فلماذا لا يتظاهر الشعب العراقي ضد طغيان الحكام في دمشق فيرد الدين الذي في رقبته للشعب السوري؟
لا يملك الشعب السوري إلا أن يرفع التحية للنواب الكويتيين على وقفتهم العربية مع الشعب السوري وتنديدهم بجرائم النظام السوري. فيما صرحت الحكومة الكويتية بخوفها من أن استمرار القمع في سورية ستكون له عواقب وخيمة على المنطقة. ناموا أيها العرب حكومات وشعوبا عن محنة السوريين. وسنقف وحدنا في وجه هذا النظام القاتل الذي سحب الدبابات من الحدود مع إسرائيل ـ وهو أصلا لم يكن يفعل شيئا ضدها- ليقاتل ويقتل السوريين.' كاتب سوري        
نقلا عن صحيفة القدس العربي

الاثنين، 22 أغسطس 2011

سأحل محل الطاعون


عبد الوهاب الملوح
'إن لم أقتل أشعر إني وحيد' هكذا كان يهذي كاليغولا وهو ما يهتف به الا ن بشار الأسد ردا على طلبات ايقاف عمليات التقتيل التي تحولت إلى إبادة شاملة لشعب بأكمله بطريقة منظمة .. هذا ما يريده بشار الأسد الذي جاء إلى السياسة من باب 'أنا وبعدي الطوفان' .
الآن وقد افْتُضِحَ أمره واتضح إن نظامه ليس إلا مجرد عصابة عائلية شأنه شأن الأنظمة العربية الأخرى التي تحكمها مافيات الكارتيلات التجارية ورجال أعمال نهب أموال المجموعة العامة وتحويلها إلى حساباتهم الخاصة في بنوك أجنبية فهذا النظام وإن روَّج لنفسه على انه خط الدفاع الأخير عن العروبة والعرب وانه النظام الوحيد الذي بقي في مواجهة 'العدو' وأنه وحده رمز المقاومة من اجل فلسطين بما تستدعيه من مواجهة ونضال وعدم انجرار وراء دعاوي السلام وانحيازه لقضايا الشعوب المناوئة للنظم الامبريالية وعلى رأسها أمريكا .. وهو فعلا كذلك مع فارق وحيد انه ينحاز إلى الأنظمة وليس الشعوب هذه الأنظمة الكليانية الشمولية التي تقود سياستها عقيدةُ القضاء على كل من يقف معارضا لبرامجها ويدعو إلى نقد توجهاتها؛ أنظمة توتالتارية؛ شوفينية لا تعمل وفق إرادة شعوبها ولا تخطط وفق حاجياتهم بقدر ما تنزع نحو تطبيق برامج لتوسيع دائرة نفوذها العائلي أو فرض سلطتها الايديولوجية التي تريدهاعقيدة كل الناس في جميع الأزمان ..
وفي الحالتين العائلية أو العقيدية ليس ثمة مجال للحرية؛ ليس ثمة مجال لقول 'لا'؛ والعلاقة بين الحاكم والمحكوم تنبني على الطاعة والخضوع وعدم رفع الرأس للنظر إلى الشمس والرضا بما تجود به يد الحاكم التي هي دائما كريمة في كل شي في البطش كما في إلقاء التحايا عن بعد ..
وفي الحالتين تكون الدولة جهازا في خدمة مصالح خاصة وليست أداة لخدمة الشعب وبالتالي فعدم الامتثال والعصيان هو بمثابة إعلان الحرب فلا حق لأحد على الحاكم الذي ليس له ما يقدمه إلا أن يُطاع وأن يُعبد كالاه معاق وهو ما لن يمنعه أن يرسل آلته وزبانيته إلى تنفيذ عمليات الإبادة والتطهير والقتل العشوائي وهذا تحديدا ما ينجزه الآن نظام عائلة الأسد بشار وأخوه ومتعهدي مجازر في الجيش؛ يشرفون على عملية إبادة ممنهجة ومنظمة للشعب السوري انطلاقا من غرفة عمليات مدعومة بجهات من الخارج ليس من صالحها أن يقرر الشعب السوري مصيره بيده فاستقرار هذه الجهات رهين بقاء الأسد شأنها شأن بعض التنظيمات السياسية التي ترتبط مدة صلوحيتها بنفود حكم الاسد عائلة الملكية الجمهورية في الشام ..
ولأن من حق الحاكم أن يعاقب شعبه بالطرق التي يراها سالمة سوف يحرم الناس أولا من ا لماء والكهرباء وكأنها مزيته عليهم وكأنه من وهبهم الحياة وسيعمد إلى الترهيب من خلال الاعتقالات والمداهمات الليلية والضرب ولأن الأولاد أشقياء ولا يتربون وسيغيرون من أساليب تمردهم سيرسل ميليشياته لتأديبهم أثناء أداء صلواتهم وأثناء أنجاز أعمالهم وأثناء فعل الحب أيضا ..
وبما إن الأمر ليس مجرد لعبة بالنسبة للشعب الذي سيواصل تمرده ويطالب بإسقاط النظام سيعمد الأسد إلى الإبادة الشاملة وقطع جذور من يتجرأ ويقول لا باستعمال جميع الطرق: إنزال بري وإنزال بحري وإنزال جوي..
ولو تعلق الأمر بتحرير الجولان ما خرجت كل هده القوى العسكرية
ولو تعلق الأمر يعني باستعادة لواء الاسكندرونة ما استدعى هذا العدد المهول من المدرعات والمجنزرات والدبابات والمليشيات..
لعله ارث جيني في عائلة الأسد هذا الذي يجعلهم دمويين بهذا الشكل المأساوي فعلا انها لمأساة ان يبيد رئيس حاكم شعبه الأعزل وهو ما فعلته إسرائيل في غزة ولإسرائيل وفق منطقها الخاص الحق في ذلك فما هو المنطق الخاص للأسد الذي يبيح له إجراء عمليا ت إبادة منظمة لقد استفرد بهم وتغوَّل واستقوى بطغمة من ضباطه الذين لا يعرفون إن الجيش مهمته الأولى والأخيرة الدفاع عن الشعب ولكن للأسف ها هو الجيش السوري بصدد انجاز اكبر مجزرة في التاريخ في حق شعبه.
أوائل الثمانينيات من القرن الماضي نفذ الأسد الأب مجزرة في حماة وفي أوائل هذا القرن كانت أحداث القامشلي و ما خلفته من ضحايا والآن هاهي كل الشام تنتفض والأسد الابن يريد أن يثبت لأبيه براعته وانه قادر على ما لم يكن سيقدر عليه لو كان حيا؛ إرث عائلي وبارانويا جينية هذه التي تتناسل في عائلة الأسد 'لا ارتاح الا بين الموتي'! عبارة أخرى من عبارات كاليغولا الذي كان يعاني من داء عظمة الجنون ولا يرى غيره في الكون والبقية رعاع بهائم تحت حذائه شا،هم شأن حصانه هذا ما يتكرر الآن في شخص الأسد وحاشيته التي ترى في سورية ضيعة خاصة ليس من حق أحد أن يدخلها أو يتحرك فيها إلا بإعلان الولاء التام لأفراد العائلة كبارا وصغارا ومن لم يولدوا بعد ومن هنا سوف يتم تشريع ما يحدث من تعتيم وتقتيل وتهجير غير أن الشعب الجبار الذي يغير من أساليبه كل مرة يغذي عزيمته حبه للحياة ويدفعه إلى الأمام إيمانه بعدل مطالبه وإيمانه بحقه في العيش الكريم وفي الحرية فهة الشعب الذي لم ينحن يوما وأنجب الأبطال على جميع الأصعدة وهو الشعب الذي يضرب كل مرة موعدا مع التاريخ ليبرهن أن التاريخ يصنعه الأحرار ومهما حدث في درعا أو حماة؛ في دير الزور أو في اللاذقية حي الرملي؛ في حمص أو حسر الشغور فإن الشعب لا يتربي ولن يتربي من اجل أن ينال حريته وحتى إذا أعاد بشار ما قاله كايغولا 'سأحل محل الطاعون' فهذا الشهب لن يندثر وسيخرج منتصرا معافى.
شاعر من تونس
نقلا عن صحيفة القدس العربي

من الصعب القول ان سقوط الاسد سيخدم المصلحة الاسرائيلية ...........صحيفة معاريف


صحف عبرية
في بداية الشهر ظهر سفير الولايات المتحدة في دمشق، روبرت فورد، أمام لجنة خاصة بمجلس الشيوخ. الاضطرابات في سوريا استمرت أكثر من اربعة اشهر، دون أي تغيير من جانب النظام السوري أو من جانب الاسرة الدولية، ولكن فورد سمح لنفسه بأن يكون متفائلا. فقد قال فورد انه 'حان الوقت لأن نبدأ بالتفكير باليوم التالي للاسد. 23 مليون مواطن سوري بدأوا منذ الآن يفكرون بذلك'.
'أعتقد أننا والشعب السوري شركاء في الرؤيا بأن سوريا يمكنها أن تصبح دولة حرة وديمقراطية يقوم فيها الحكم على أساس ارادة الناس'، قال فورد، 'مثلما قال الرئيس (اوباما) فان سوريا ستكون مكانا أفضل عندما يبدأ تحولها نحو الديمقراطية'. وأعرب الدبلوماسي الكبير عن أمله في أن تبدي سوريا، بعد الاسد، تسامحا دينيا وتؤدي دورا ايجابيا في المنطقة.
وجاءت اقوال فورد بالتوازي مع بدء رمضان، الشهر المقدس للمسلمين. منذئذ قتلت قوات الحكم السوري قرابة 500 مواطن. الجيش السوري واصل استنزاف مدينتي حماة ودير الزور، اللتين تتصدران المظاهرات. في الاسبوع الماضي أُرسل سلاح البحرية ايضا الى المعركة وبدأ يقصف الأحياء الجنوبية من مدينة اللاذقية. وكما يبدو الامر حاليا، فان 'اليوم التالي للاسد' قد يتأخر قليلا.
أتذكرون حماة؟
'اذا كنا قبل سنتين واثقين من أن نظام الاسد سيبقى الى الأبد، فاليوم بات هذا بلا ريب واقعا آخر'، يقول البروفيسور إيال زيسر، عميد كلية العلوم الانسانية في جامعة تل ابيب، 'أن نقول هذا هو؟ لا أدري. كل شيء لا يزال مفتوحا، الاسد يقاتل في سبيل حياته، وهو نازف، ولكنه لا يزال صامدا. لا يزال لا يوجد تفكك تام. اليوم من الواقعي الحديث عن اليوم التالي، فنحن في وضع لم يعد يفاجيء أحدا، ولكني أتردد في أن أقول إننا قريبون من ذلك'.
اعمال القتل الجماعية في مدينة حماة والتي بدأت تماما مع بدء رمضان، تخلق احساسا معينا بالحدث المتكرر. في العام 1982 بعث حافظ الاسد الجيش الى حماة كي يسحق نهائيا تمرد منظمة الاخوان المسلمين. وذبح رجال الاسد سكان حماة وخلفوا وراءهم أعدادا شبه خيالية من القتلى بين عشرة آلاف وثلاثين ألف قتيل.
ولكن د. يهودا بلنغه، من دائرة دراسات الشرق الاوسط في جامعة بار ايلان، يذكر أن مذبحة 1982 كانت ذروة تمرد بدأ في العام 1976. 'انتفاضة الاخوان المسلمين استمرت ست سنوات'، قال د. بلنغه. 'في حينه ايضا تحدثوا عن اليوم التالي للاسد، حافظ الاسد. قالوا انه لن يخرج من هذا. ولكن بعد أحداث حماة انتعش الاسد من الازمة بل وخرج معززا'.
كما أن د. بلنغه يعتقد بأن التغيير السلطوي في سوريا ليس واقعا منتهيا. 'يحتمل أن يمر وقت طويل الى أن يحدث التحول الذي يريد الامريكيون والاوروبيون أن يروه'، يقول بلنغه، 'فالاسد يستخدم اساليب قمع وحشية، فظيعة، ولكن في نهاية المطاف ينجح في البقاء. فهو يقمع بعنف البؤر الأساس، ولا يسمح للاحداث بالانتقال الى دمشق نفسها. حلب ايضا، المدينة الثانية في حجمها في سوريا، بقيت هادئة'.جهاز شمولي قيد العمل
في محاولة لقمع الاضطرابات واحتوائها، يستخدم الاسد منظومة متفرعة من اجهزة الاستخبارات التي هدفها الأساس على مدى عشرات السنين هو حماية النظام. وتنتشر الاجهزة في كل حي، في كل قرية، بل ويراقب الواحد الآخر، لمنع الانقلابات الداخلية. أساس القمع تنفذه الاستخبارات العسكرية وقسم الاستخبارات في سلاح الجو. حسب الشهادات، فهي تنشغل باعمال الاعتقال وبالقتل المقصود للمتظاهرين على حد سواء.
تحت قوات الامن الرسمية يعمل 'الشبيحة'، ميليشيا شبه عسكرية، تتكون أساسا من نشطاء حزب البعث. رجال 'الشبيحة' الموالون للاسد تماما، يلبسون المدني، وينفذون أساس 'العمل القذر'. اجهزة الامن و'الشبيحة' يحاولون منع الاحتجاج في مهده، من خلال الاعتقالات أو تصفية النشطاء المركزيين، وفي الاسابيع الاخيرة، عندما شعر النظام بأنه يفقد السيطرة في مدينة معينة، أُرسلت وحدات الجيش لممارسة القمع الوحشي غير مكبوح الجماح.
المدينة الاولى التي استقبلت هذا التكتيك كانت درعا، جنوبي الدولة. في الاسبوعين الأخيرين جرت حملة عسكرية واسعة ضد بضع مدن، وعلى رأسها حماة، دير الزور والآن اللاذقية ايضا.
صحيح حتى الآن، يستخدم الاسد 9 فرق لقمع الثورة. القوة الأساس تعود الى فرقة المدرعات 4، الموالية لماهر الاسد، شقيق الرئيس. هذه الفرقة استخدمت ضد مدينة درعا، ومؤخرا نفذت مذبحة في مدينة حماة. كما أن الاسد بعث الى المدن السورية بفرقة من الحرس الجمهوري وفرقتين من القوات الخاصة.
جفري وايت، خبير في شؤون الشرق الاوسط في Washington institue، يعتقد ان تكتيكات النظام السوري تلبي تعريف جرائم الحرب. 'اعمال العنف والقتل ضد الشعب السوري منظمة، مراقبة ومنهاجية'، يقول وايت، 'اعمال قمع النظام والتكتيكات القديمة تمثل جهازا شموليا قيد العمل'.
وحسب وايت، فان حجم النشاط، دور بعض الوكالات بتكليف من الحكومة السورية، التخطيط، التحكم والجهود اللوجستية، تُبين بأن هذه الاعمال موجهة، منسقة ومنفذة من الجهات الأعلى في النظام. وهو يقول انه 'لا يدور الحديث عن عنف بالصدفة أو عن اخطاء، مثلما يدعي النظام احيانا. فالقوة الفتاكة تستخدم عن عمد، انطلاقا من النية لسحق الاحتجاج الموجه للنظام'.
الأمل الكبير في اوساط خصوم الاسد من الداخل ومن الخارج هو نشوء شروخ داخل الجيش. السيناريو المعقول يتحدث عن 'بطانية قصيرة'، تؤدي الى تآكل قدرة الاسد على استخدام الوحدات المختارة والموالية له فقط. حتى الآن برز خمسون رقم بؤرة مظاهرات في كل أرجاء سوريا. والمعارضة انتقلت الى مراكز المدن، الامر الذي اضطر فيه النظام الى العمل في محيطات أكثر تعقيدا. جراء ذلك، ازداد عدد القتلى في اوساط المدنيين. واضافة الى ذلك، اضطر النظام الى بذل الجهود في حراسة حدوده. فمن جهة، يحاول السوريون منع اللاجئين من الفرار الى تركيا لتقليص الأدلة، الامر الذي يخلق حرجا ومسا شديدا بصورة دمشق. وبالتوازي، يحاولون منع دخول رجال المعارضة ولا سيما السلاح والوسائل. التخوف هو من تسلل متطرفين اسلاميين من لبنان ومن العراق لمحاولة ضعضعة الاستقرار في الدولة أكثر فأكثر.
'رغم أن قوات النظام لم تُهزم، وامكانيات الشروخ في الجيش تبدو طفيفة، فان الآلية نحو مشاكل أكبر لا تزال قائمة'، يقول جفري وايت، 'بسبب الطابع الواسع لاعمال الاخلال بالنظام، لا يمكن للنظام أن يحشد الجنود في عدد أكبر من الاماكن. الضغط المتواصل من المظاهرات سيزيد بقدر أكبر جهود الجيش، واحتمالية أعلى لمزيد من الفرار من الجيش، كلما شدد النظام العنف. اذا ما تضرر ولاء الجيش، فان النظام سيستخدم قوات الامن بقدر أكبر الامر الذي سيدفعها الى التآكل ويستنزفها. كما انه قد تنشأ معارك بين وحدات الجيش وقوات الامن'.
حتى الآن الأدلة على الفرار هامشية تماما. فعندما أُرسلت الفرقة 5 لقمع الاضطرابات في مدينة درعا، فر ضباط وجنود. وتتحدث التقديرات عن العشرات حتى المئات. ومع ذلك، فليس هذا هجرا لوحدات كاملة، تقاتل الآن الى جانب الثوار، مثلما حصل في ليبيا.
وحسب د. بلنغه، فان الحكم العلوي يسيطر في دائرتي القوة الرئيستين. ولكن الدائرة الثالثة التي تسيطر في وحدات مركزية في الجيش، يديرها مسلمون سنة تحالفوا مع حزب البعث. 'وهم منفذو ارادة الحكم'، يقول بلنغه، 'وهم يعوضون بكثير جدا من المال، من ناحيتهم هذا النظام هو نظام جيد. نحن لا نرى كل السنة يقاتلون ضده. ولكننا نرى انه ينجح في أن يخرج من الباقين مئات آلاف الاشخاص في مظاهرات تأييد في دمشق. ليسوا جميعهم علويين. هذا النظام يؤدي دوره في نظرهم. وهم يواصلون العيش ولا يتضررون من النظام'.
مؤخرا نفذ الاسد تغييرات في القيادة الامنية. وزير الدفاع علي حبيب أُطيح من منصبه، وبدلا منه عُين رئيس الاركان داود رجحة. اختيار رجحة، ضابط عديم الاهمية ظاهرا، لم يكن بالصدفة. رجحة هو المسيحي الاول الذي يُعين في المنصب الرفيع. فور ذلك عين الاسد في منصب رئيس الاركان جاسم فريج، مسلم سني من مدينة حماة. وهكذا سعى الى الاشارة بأن سلطته توجد فوق خلافات الرأي الطائفية، وألمح للأقليات بألا تغريهم المغامرات.
وبالفعل، مثلما قال البروفيسور زيسر، فان صورة الاحتجاج في سوريا ليست الأقلية العلوية (التي تبلغ نحو 12 في المائة) ضد باقي الدولة. 'نصف السكان السوريون هم مع الاسد'، يقول زيسر، 'الدروز والمسيحيون يفضلونه على الآخرين. هم يفضلون حكما علويا علمانيا برئاسة بشار على حكم الاغلبية السنية. تاجر مسيحي في دمشق لن يقاتل من اجل بشار، ولكنه لن يخرج للتظاهر ضده. أجزاء كبيرة يفضلون أن يبقى'. وفي اوساط السنة ايضا لا يسارع الجميع الى التغيير. فالسنة في المدن الكبرى، ولا سيما في دمشق وحلب، يشكلون القطاع التجاري. وقد عقدوا تحالفا مع الحكم العلوي ويسرهم الاستقرار الذي يتيح لهم مواصلة نمط حياتهم. تخوفهم هو بالطبع من سيطرة التيار الاسلامي. ويقول زيسر ان 'هذه قصة محيط فقير حيال المركز الغني'.لن تكون ديمقراطية
أحد الاسباب المركزية للغموض حول مستقبل سوريا هو هوية المعارضة. التقدير هو مثل الاحداث في مصر وفي تونس، لا توجد منظمة واحدة أو قيادة موحدة تقود الاحتجاج. 'المعارضة السورية هي علبة سوداء'، يقول جوشوع لندس، مدير مركز بحوث الشرق الاوسط في جامعة اوكلاهوما.
وحسب لندس، بعد اربعين سنة من القمع، أحد لا يعرف كيف تبدو المعارضة، ولكن التقدير هو ان الحديث يدور عن شظايا منظمات، كل واحدة ذات أجندة مختلفة، توحد الآن صفوفها.
أساس المظاهرات تنظمها لجان محلية، تستغل شبكة الانترنت في محاولة لخلق جبهة واحدة مع رسائل موحدة. هذه اللجان، التي بدأت بتنسيق أحداث الاحتجاج داخل الجماهير المحلية، تحولت بالتدريج الى 'لجان التنسيق المحلية لسوريا'، منظمة عليا للتنظيمات من معظم المدن والبلدات في أرجاء الدولة. 'المنظمة تقدم المساعدة في تنسيق نشاطات اللجان المختلفة، في التحرك الميداني، في نشر البيانات المشتركة بمواقفنا السياسية'، كما يدعي رجال المعارضة السوريين في موقعهم على الانترنت، 'نحن صوت المواطن الصغير، الذي يتظاهر في الشارع'.
ابراهيم حزان، الناطق بلسان لجان التنسيق المحلية، يوافق على أن المعارضة السورية غير منظمة جيدا، ولكن في نظره هذا جزء من قوتها. على حد قوله الامر يدل على أصالة الاحتجاج. ويوضح حزان بأن كل معارضي النظام موحدون حول ثلاثة مطالب: الوحدة الوطنية، معارضة التدخل الدولي والمظاهرات غير العنيفة. 'السيناريو الليبي هو تهديد. نحن لا نريد أن يحصل شيء كهذا في سوريا'، يقول حزان. البروفيسور زيسر هو الآخر يُقدر بأن يحتمل أن يتصاعد العنف، ولكن سوريا لن تنتقل الى حرب أهلية. 'أنا ايضا لا أرى سيناريو انقلاب بلاط'، يقول، 'الحكم العلوي يعرف بأن المشكلة ليست لدى بشار نفسه، بل في طبيعة الحكم'. د. بلنغه يرى امكانية مثل هذا الانقلاب، فقط اذا ما وصلت محافل داخل الطائفة العلوية الى تسوية ما مع السنة، تُغير تماما طبيعة الحكم في الدولة.
'أنا لا أرى سيناريو تصبح فيه سوريا بعد الاسد ديمقراطية'، يقول بلنغه، 'لا اعتقد ان الشعب السوري ناضج لذلك. أفترض أن منظمات المعارضة التي دعت الى تغيير وطني ديمقراطي، ستحاول العمل. ولكن بين اسقاط النظام وبين تثبيت الوضع في اليوم التالي، كل شيء يمكن أن ينهار. من الصعب التخمين ماذا سيحصل هناك'. ويذكر بلنغه بأن الاكراد مثلا ينتمون الى تحالف معارضة النظام. 'الاكراد، الذين هم 10 في المائة من السكان، يتطلعون الى الحكم الذاتي'، يقول بلنغه، 'ولكن من غير المعقول أن السنة الذين يحلمون بسوريا الكبرى، سيسمحون لهم بالانفصال لاقامة كيان سياسي'. تركيا هي الاخرى بالطبع، سترى في مثل هذا السيناريو تهديدا مباشرا عليها، الامر الذي سيضعضع الاستقرار.
في ضوء انعدام اليقين، من الصعب القول ان سقوط الاسد سيخدم المصلحة الاسرائيلية. داخل اسرائيل هناك من يعتقد بأن بالذات الحفاظ على الوضع القائم قدر الامكان هو الخيار الافضل، وذلك لانه يدفع الحكم السوري الى الانشغال في الشؤون الداخلية، ويخلق توترا في اوساط حلفائه الطبيعيين ايضا: ايران، حزب الله وحماس.
'رأي اسرائيل غير ذي صلة لان الوضع ليس في يدها'، يقول البروفيسور زيسر. ومع ذلك، فانه يقدر بأن سقوط بشار من شأنه أن يعرض للخطر الهدوء على طول الحدود السورية.
'نحن لا نعرف من سيصعد مكانه، وأي قوة سيُدخل'، يوافق د. بلنغه، 'بشار نحن نعرفه. صحيح انه يخضع لنفوذ ايران وحزب الله، ولكنه احيانا يعمل ايضا كعامل معتدل. نحن نعرف السلوك العسكري والسياسي لديه. بل اننا تحدثنا معه في الماضي. يحتمل ان يكون من الافضل في هذه اللحظة أن يبقى هذا الرجل. بالتوازي، على اسرائيل ان تعمل في كل سبيل ممكن كي تحاول الاستعداد لما يحصل في اليوم التالي. في هذه اللحظة من الصعب جدا وصف هذا اليوم'.معاريف 21/8/2011                                                            نقلا عن صحيفة القدس العربي

ضاعت الطاسة على الشعب السوري!.........صبحي حديدي


ثمة، لدى مجموعات واسعة من المعارضين السوريين في الخارج، شراهة لعقد المؤتمرات واللقاءات والاجتماعات التشاورية، لا تبدو مفرطة فحسب؛ بل هي أفرزت وتفرز ظواهر مَرَضية، حالها في ذلك حال أية تخمة منافية لطبائع الأمور. من بروكسيل ـ 1، إلى أنطاليا، إلى بروكسيل ـ 2، إلى اسطنبول ـ 1، إلى اسطنبول ـ 2، إلى برلين، إلى اسطنبول ـ 3... جرى إعلان لجان وهيئات ومجالس قيادية، بأسماء فضفاضة رنّانة، مثل 'المؤتمر السوري التغيير'، أو 'هيئة المعارضة السورية'، أو 'لجنة الحوار الوطني'، أو 'الائتلاف الوطني لدعم الثورة السورية'، أو 'مجلس الإنقاذ الوطني'، أو 'هيئة التنسيق الوطني لقوى التغيير الديمقراطي في المهجر'، أو 'المجلس الوطني للتغيير'... وهذا الأخير هو الوليد الأحدث عهداً، والذي قد يرى النور خلال أيام.
النوايا، في نفوس غالبية المشاركين، طيبة ومخلصة ونزيهة، عينها على الوطن، وقلبها على الشعب، وفي رأس أهدافها مساندة الإنتفاضة بشتى الوسائل، ثمّ الحرص على الوحدة الوطنية، وقبلها حرص مماثل على توحيد صفوف المعارضة، وسوى هذا وذاك من أهداف تحظى بإجماع عريض، كما يتضح من المداولات والأدبيات في أقلّ تقدير. هنالك، أيضاً، ذلك الحرص الشديد على إظهار هذه المؤتمرات واللقاءات وكأنها تمثّل 'جميع أطياف المجتمع السوري'، حسب العبارة التقليدية؛ فلا يتردد مؤتمر في تفصيل انتماءات المشاركين الإثنية والدينية والطائفية والعشائرية، أو يتفاخر مؤتمر آخر بإعلان هويات سياسية أو فكرية، علمانية وإسلامية وليبرالية ويسارية!
ذلك كله يبدو للوهلة الأولى جميلاً، ضرورياً، مفيداً، وصيغة أخرى في العمل الوطني ينبغي أن تكمل الإنتفاضة في الداخل، أو تتولى تمثيلها في الخارج؛ لولا أنّ المشكلة تكمن هنا تحديداً: هل تكفي النوايا الطيبة، أياً كانت مقادير الطهر في مقاصدها، لكي يزعم هذا المؤتمر أو ذاك أية صيغة تمثيلية حقّة، وفعلية قائمة على أسس ديمقراطية في الحدود الدنيا، تسمح للمشاركين بالذهاب بعيداً، وأبعد ممّا ينبغي، إلى درجة تشكيل 'مجلس إنقاذ' أو 'مجلس وطني'؟ الإجابة التي يفرضها السلوك الديمقراطي الأبسط، هي: كلا، بالطبع، فالنوايا الطيبة لا تنيب بصفتها المجرّدة هذه؛ وليس لحاملها، أياً كانت خصاله ومصداقيته، أن يأنس في نفسه حقّ تمثيل الناس لمجرّد أنه مخلص نزيه حريص على الإنتفاضة والشعب والوطن.
ثمّ إذا كان المواطن المتظاهر في ساحات وشوارع سورية يخرج من داره وهو مشروع شهيد، في الواقع الفعلي وليس في المجاز، يحمل دمه على كفّه، أو تُختزل روحه في حنجرته، من أجل نظام في التمثيل الديمقراطي لا يصادر صوته ولا يزوّر إرادته؛ أفلا يتوجب على المعارضين السوريين في الخارج أن يقدّموا القدوة الحسنة في هذا المضمار، سيّما وأنّ شروط التمثيل الإنتخابي السليم متاحة تماماً أمامهم، إذْ يعيش معظمهم في ظلّ ديمقراطيات غربية تكفل حرّية الاجتماع؟ هل يجوز تنظيم مؤتمر طويل عريض، يتنطّح لقضايا كبرى شائكة، لكنه لا يستند إلى قواعد تمثيلية واضحة، بل يعتمد مبدأ 'أهلا وسهلا بلّي جاي'، أو خيار 'مؤتمر بمَنْ حضر'، أو المشاركة وفق تلك البدعة العجيبة التي اسمها 'عضو مراقب'، أو 'عضو ضيف'؟ ولا ينسى المرء بؤس تلك الرياضة القائمة على تلميع المؤتمرات عن طريق إبراز 'أعضاء نجوم'، من قادة أحزاب مهجرية، أو أكاديميين طنّاني الألقاب، أو نزلاء مزمنين على الفضائيات.
مَنْ فوّض مَنْ؟ متى، وأين، وكيف؟ ليست هذه علامات استفهام وسؤال وتساؤل، بل هي نقاط نظام وانضباط ومساءلة. ومع استثناءات قليلة، لم يحدث أنّ تنسيقيات الداخل، أو أحزاب المعارضة التي تحترم شعبها ونفسها، أرسلت مندوبيها إلى أيّ من المؤتمرات، ضمن أية صيغة مقبولة من التمثيل الديمقراطي على أسس قاعدية. كان العكس هو الذي يحدث، بصفة عامة، رغم حرص الجميع على عدم الذهاب بالتحفظ إلى مستويات العلن (وهذا، في يقيني، خلل سياسي وأخلاقي لا يليق بشهداء يتساقطون بالعشرات، كلّ يوم). ولدينا مثال حديث العهد، صدر بالأمس فقط، هو تحفظ 'الهيئة العامة للثورة السورية' على تكاثر المؤتمرات، والحثّ على 'تأجيل أي مشروع تمثيلي للشعب السوري'.
وأرى واجباً عليّ، لكي لا يبدو موقفي منفصلاً عن السلوك الشخصي العملي، الإشارة إلى إنّ هذه الاعتبارات جعلتني أعتذر في الماضي، وسأعتذر في المستقبل، عن حضور أيّ مؤتمر ولقاء وملتقى يُعقد في الخارج دون أسس تمثيلية ديمقراطية صريحة وملموسة. ومن الإنصاف التفكير بأنه إذا بات صعباً على السوري ـ المسيّس، المثقف، والمتابع ـ أن يفرز هذا المؤتمر من ذاك، ويميّز ماهية 'مجلس الإنقاذ' بالمقارنة مع 'المجلس الوطني'؛ فهل من الغرابة أن تضيع 'الطاسة' على الشعب السوري، في مختلف شرائحه الاجتماعية والسياسية الأعرض؟

أيتها الأقليات لا تقفي في وجه الثورات!

alt
د. فيصل القاسم ليس هناك شك بأن من حق الأقليات في العالم العربي أو في أي مكان آخر من العالم أن تعيش بأمان، وأن تحافظ على خصوصياتها الثقافية والاجتماعية والدينية دون أي ضغوط، أو اضطهاد، أو ابتزاز، أو إرهاب من طرف الأكثرية، لكن الديموقراطية والمواطنة التي تحفظ حقول الجميع، بمن فيهم أتباع الأقليات، تؤكد في الآن ذاته على أن توجهات ورأي الأكثرية هو الأهم. فكلنا يعلم أن جوهر الديموقراطية هو حكم الأكثرية، حتى لو كان الفرق بين الرابح والخاسر في الانتخابات ربعاً بالمئة.
صحيح أن الدول الديموقراطية تحفظ حقوق الأقليات تماماً بغض النظر عن انتماءاتها الروحية أو العرقية، إلا أنها في الآن ذاته قلما تسمح لأتباع الأقليات بتولي المناصب العليا كمنصب رئيس الدولة، حتى لو كانت بعض الأقليات تحظى بنفوذ اقتصادي أو سياسي هائل، كما هو واقع الأقلية اليهودية في الولايات المتحدة. فبالرغم من استحواذهم وسيطرتهم على مفاصل المال والاقتصاد والإعلام، إلا أن اليهود مثلاً لا يحق لهم أن يصبحوا رؤساء للولايات المتحدة الأمريكية، مهما بلغوا من قوة وشأن، لأن الرئاسة طبيعياً من حق الأكثرية البروتستانتية، فهناك اتفاق عُرفي في أمريكا ينص على أن يكون الرئيس مسيحياً من البروتستانت، والرئيس الأمريكي الوحيد الذي كان من المسيحيين الكاثوليك هو "جون كينيدي" الذي مات قتيلاً.. وقد لاحظنا الضجة الهائلة في وسائل الإعلام والأوساط السياسية والشعبية الأمريكية أثناء الحملة الانتخابية الرئاسية الأخيرة حول الأصول الدينية للرئيس الحالي باراك أوباما. فقد ظن البعض أنه من أصول إسلامية، ما جعل الكثير من الأمريكيين يرفضون الأمر رفضاً قاطعاً. بعبارة أخرى، لم يأبه الأمريكيون بمشاعر أكثر من سبعة ملايين مسلم في أمريكا، وكانوا على الدوام يظهرون رفضهم القاطع لأن يكون رئيسهم غير مسيحي.. ولا شك أننا لاحظنا أيضاً كيف لم يترك أوباما مناسبة إلا وحاول أن يتبرأ من ظلاله الإسلامية، وأن يثبت للشعب الأمريكي أنه مسيحي قلباً وقالباً.
باختصار شديد، بالرغم من علمانيتها المعلنة، فإن دساتير الدول الغربية تنص على أن يكون الرئيس أو الملك من طائفة الأكثرية، فحسب المادة الثالثة من قانون التسوية البريطاني ينبغي على كل شخص يتولى المُلك أن يكون من رعايا كنيسة إنجلترا. أما الدستور اليوناني فينص في المادة 47 على أن كل من يعتلي حكم اليونان يجب أن يكون من أتباع الكنيسة الأرثوذكسية الشرقية، ولا بد أن نعلم أن اليونان فيها الملايين من المسيحيين الذين يتبعون الملة الكاثوليكية والبروتستانتية، بل يوجد الملايين ممن يتبعون الديانة الإسلامية، ولم يعترض أحد علي المادة 47 من الدستور اليوناني، طالما أن المفهوم هو أن غالبية أتباع الدولة اليونانية يتبعون الديانة الأرثوذكسية الشرقية.. أما في إسبانيا فتنص المادة السابعة من الدستور الإسباني علي أنه يجب أن يكون رئيس الدولة من رعايا الكنيسة الكاثوليكية، باعتبارها المذهب الرسمي للبلاد.
وفي الدنمارك، فالدستور الدنماركي ينص في المادة الأولي علي أن يكون الملك من أتباع كنيسة البروتستانت اللوثرية، مع العلم بأن الدنمارك يعيش فيها الكثير من أتباع الملة الأرثوذكسية والملة الكاثوليكية وأتباع الديانة الإسلامية، ولم يعترض أحد علي المادة الأولي من الدستور الدنماركي .
وفي السويد، فالدستور ينص في المادة الرابعة على أنه يجب أن يكون الملك من أتباع المذهب البروتستانتي الخالص، مع العلم بأنه يوجد الكثير من أتباع الملة الأرثوذكسية والكاثوليكية وأصحاب الديانة الإسلامية في السويد. هل طالب أحد بإلغاء المادة الرابعة من الدستور السويدي؟
أليس من حق الإسلاميين في البلدان العربية في ضوء ذلك أن يجادلوا بأن الغلبة السياسية والاجتماعية والثقافية يجب أن تكون للأغلبية المسلمة بحكم أنها الأكثر عدداً داخل هذا البلد أو ذاك، كما هو الحال في الدول الديموقراطية. أليس من حقهم أيضاً أن يطالبوا بالسيادة العامة في بلادهم في كل المجالات عملاً بالمبدأ الديموقراطي، وبأن لا تـُستخدم شماعة الأقليات للانتقاص من حقوق الأكثرية كما هو حاصل في بعض البلدان العربية؟
وبناء على ذلك، لا بد للأقليات في العالم العربي أن لا تقف أبداً في وجه تطلعات الأكثرية في أي بلد مهما كانت الأسباب. ومن السخف الشديد وقلة الحكمة أن تتحالف الأقليات فيما بينها، أو تصطف إلى جانب أي نظام تثور عليه الأكثرية، حتى لو كان ذلك النظام مناسباً ومقبولاً بالنسبة لها، مع العلم أن الأنظمة الديكتاتورية الساقطة أكثر من أساء للأقليات وداس عليها، لأن الطواغيت لا يفرقون بين أقلية وأكثرية، بل يريدون أزلاماً تلعق أحذيتهم.
إن مناصرة الأقليات لهذا النظام أو ذاك هو نوع من الانتهازية الآنية الحقيرة والساقطة، ولا يصب حتى في مصلحة الأقليات، ناهيك عن أنه يحرّض الأكثرية على الانتقام من الأقليات لاحقاً عندما تصل إلى الحكم. ولن يلوم أحد الأكثرية في أي بلد عربي فيما بعد لو اتهمت الأقليات بأنها وقفت من قبل مع هذا النظام أو ذاك ضد طموحات وتطلعات وتوجهات الغالبية العظمى من الشعب.
فلتفكر الأقليات دائماً قبل الانجرار الأعمى وراء هذا النظام أو ذاك من أجل مصالح مرحلية زائلة. ويقول كاتب كبير في هذا السياق: "ألا ترى الأقليات ما وقع للمسيحيين في العراق، حيث كان ارتباطهم بالسلطة المسوغ الذي استخدمه مجانين الإسلاميين للقــضاء على وجودهــم في بلاد الرافدين؟ وهل فكرت الأقليات بالمعنى التاريخي الهائل للتغيير الذي يشهده العالم العربي الآن، وبانعكاساته على الجماعة التي ينتمون إليها وعليهم هم أنفسهم؟... وإذا كان بعض مرتزقة الأقليات  قد أصبحوا جزءا من الســلطة، فما هي المزايا الـتي عادت عليهم من ذلك؟ هل يبرر التحاقهم بالسلطة انفكاكهم عن الجماعة التاريخية، التي لطالما انتموا إليـها وتكفلت باستــمرار وجودهم بينها، وبتمتعهم بقدر كبير من الحرية الدينية والمدنية، علما بأنها هزيمتها على يد السلطة الحالية ليست غير ضـرب من المحال أو من المصادفات العابرة؟ هل وازنت الأقليات بين الربح والخسارة، وقررت الرقص على جثث الجماعة؟" يتساءل الكاتب متألماً.
جدير بالذكر هنا أنه في الوقت الذي يضحي الألوف في بعض المناطق الثائرة من أجل الحرية يقوم أتباع بعض الأقليات حفلات غنائية ماجنة "يـُمجد خلالها النظام القائم وتعظم رموزه، مع أن رائحة الموت تزكم أنف البلاد"، ناهيك عن أن المذبوحين على أيدي برابرة النظام لا يبعدون عن المطبلين والماجنين أحياناً بضعة كيلومترات.
جباً كيف يتعايش أبناء الأقليات مع جيرانهم المسلمين لاحقاً فيما لو سقط النظام الذي يطبلون ويزمرون له؟ لماذا لا يفكرون بالارتباط الجغرافي الذي لا انفكاك منه؟ يا الله كم هم مغفلون وتاهئون! "هل فاتت الراقصين هذه الحقيقة، وهل فات من يستطيعون التأثير عليهم من حكماء مزعومين أن رقصهم في الملاهي الليلية بينما جيرانهم يذبحون بفاشية عز نظيرها قد يفضي إلى مزيد من القطيعة والعداء بين مكونات الشعب الواحد، التي عاشت متآلفة متآخية على مر تاريخ يمتد لنيف وألف وخمس مئة عام.. وللعلم، فإن التاريخ لن ولا يجوز أن يرحم أحدا إن هو وقف جانباً، أو رقص على جثث من يموتون من أجل حريته؟" كما يجادل الكاتب نفسه محقاً.
أليس من العيب أن تسمح بعض الأقليات لنفسها بأن تكون ألعوبة أو عتلة أو رأس حربة، أو مخلب قط  في أيدي بعض الأنظمة الحاكمة بحجة الخوف من وصول أتباع الأكثرية إلى الحكم، ومن ثم تنكيلهم بها لاحقاً. فلا خوف أبداً من الأنظمة القادمة لأن فيصلها ستكون الديمقراطية.
أيتها الأقليات: كوني بعيدة النظر، ولا تدعي البعض يتاجر بك لأغراض سلطوية نفعية مريضة!
ولو كان هناك حكماء حقيقيون في أوساط بعض الأقليات العربية المتهورة وليس مجرد ثلة من المرتزقة والمأجورين قصيري النظر لوقفوا مع تطلعات الأكثرية، أو على الأقل أوعزوا إلى أتباعهم بالتزام الصمت وعدم استفزاز الأكثرية الثائرة، بدل التطبيل والتزمير لأنظمة آيلة للسقوط عاجلاً أو آجلاً، فلا ننسى أن التاريخ صولات وجولات، والبقاء دائماً للأكثرية. وكم كان الأديب الأمريكي مارك توين محقاً عندما مرّ قبل مئة وخمسين عاماً على إحدى المدن العربية المسلمة الضاربة جذورها في التاريخ، وقال قولته الشهيرة: "لقد رنت عيون هذه المدينة إلى آثار ألف إمبراطورية خلت، ولا شك أنها سترى بعدُ قبور ألف إمبراطورية قادمة قبل أن تموت".
fk00fk@gmail.com

الأحد، 21 أغسطس 2011

قصيدة رائعة اظن انها .......للشاعر احمد مطر

أنا ليس لي علم الحواة
كي أخرج الجبل العظيم من الحصاة
و أجر آلاف الفوارس كالأرانب من بطون القبعات
أنا ليس لي علم بتعبئة الشجاعة في القناني
أو فن تحويل الخروف إلى حصانِ
أنا لست إلا شاعرا أبصرت نار العار ناشبة بأردية الغفاة
فصرخت هبوا للنجاة
فإذا استجابوا للحياة ستحتفي بهم الحياة
و إذا تلاشت صرختي بين الحرائق كالدخان
فلأن صرخة شاعر لا تبعث الروح الطليقة في الرفات
أنا شاعر حر أعاني
من حرقة الآباء أقتبس المعاني
و مداد شعري قد تقاطر من دموع الأمهات
فمتى ستوحي بالهوى شفة الهوان
و متى ستشرق شعلة الآمال من تلك الدواة
شعري عصارة عصركم لا تطلبوا مني اصطناع المعجزات
أوطانكم رهن المنية والبقية في حياة الصولجان
و رقابكم تحت السيوف و حتفكم فوق اللسان
و دماؤكم تجري دراهم فوق أفخاذ الغواني
و ذواتكم سجادة لنعال أبناء الذوات
هذي بذور حياتكم واللافتات هي النبات
لا سوق عندي للأماني
روحوا اشتروا تلك البضاعة من دكاكين الولاة
أنا لا أبيع مخدرات

السبت، 20 أغسطس 2011

هل حقا خان المصريون ثورة أشقائهم السوريين؟





شحاتة عوض
كثيرون من سكان القاهرة و زوارها يعرفون شارع سليمان الحلبي وسط القاهرة باعتباره من الشوارع الرئيسية المهمة والحيوية في قلب العاصمة المصرية ، لكن كثيرين أيضا ربما لا يعرفون من هو سليمان الحلبي، وهم معذرون في ذلك ، ففي عهد السماسرة وتجار الأوطان والدعارة الاعلامية والسياسية التي انتعشت في عهد مبارك وغيره من نظم الاستبداد في العالم العربي على مدى العقود الماضية ، لم يكن هناك مكان للحديث عن رموز وشخصيات كتبت صحفات مجيدة وناصعة البياض في التاريخ العربي معمدة بالدم الطاهر النبيل. من بين هولاء سليمان الحلبي ذلك الطالب السوري الحلبي العربي الذي قدم مصر في أواخر القرن الثامن عشر للدراسة في الازهر مثله مثل الالاف من العرب والمسلمين الذين كانوا يقصدون الازهر طلبا للعلم . لكنه اختار أن يدخل التاريخ من بابه الواسع عندما وجه طعنته النجلاء للجنرال كليبير قائد الحملة الفرنسية التي احتلت مصر عام 1798. ورغم أنه دفع حياته ثمنا وتم قتله بصورة بشعة ،إلا أن الحلبي كتب بموته شهادة حياة خالدة له في تاريخ مصر والعرب حيث عجل ذلك بانهاء الاحتلال العسكري الفرنسي لمصر. ورغم كل هذه السنوات الطويلة على واقعة الحلبي و كليبير ألا انها تظل شاهدا رائعا من شواهد كثيرة على تلك الاواصر والروابط التي تربط المصريين والسوريين. وهناك عشرات الامثلة التي تعج بها صحفات التاريخ العربي الحديث والقديم التي تؤكد عمق هذه العلاقات التي تجعل من السوريين والمصريين شعبا واحدا يعيش في بلدين قسمتهما مؤامرات الاستعمار وأعوانه، فهذا التاريخ ينبئنا بأن مصر وبلاد الشام وفي القلب منها سوريا كانتا في معظم الاحيان ضمن دولة واحدة تحكم تارة من القاهرة واخرى من دمشق .وحتى عندما فعل شيطان الاستعمار الغربي فعله وتم تقسيم العالم العربي وفقا لاتفاقية سايكس بيكو لاقطار ودول ودويلات، فان أول وحدة عربية في العصر الحديث كانت بين مصر وسورية التي توجت فترة المدة القومي في حقبة الخمسينات والستينات.
هذا التواصل التاريخي ربما يقدم تفسيرا لذلك التشابه الوجداني والمزاجي المدهش بين السوريين والمصريين ، ولا أدل على ذلك من أن محبي وعشاق أم كلثوم السوريين ربما يفوق عددهم من المصريين ولمن يريد ان يعرف فليذهب الى مقاهي دمشق القديمة ليجد أن أم كثلوم لاتزال تصدح بصوتها الرائع باغنياتها الخالدة ، وفي الوقت نفسه تجد أن عشاق فريد الاطرش له والمتحمسين له في مصر يفوق عددهم في سورية نفسها وهو أبن جبل الدروز السوري. لقد لامست عمق هذه العلاقة بنفسي عندما زرت سورية ووجدت من الحفاوة ودفء المشاعر من قبل الاشقاء السوريين لمجرد معرفتهم بانني مصري ، ما لم أجده في مكان آخر، والشىء نفسه تجده لدى المصريين الذين يعشقون اللهجة الشامية والطعام الشامي والجمال الشامي ايضا .
إن إستدعاء واقعة سليمان الحلبي وكليبر يبدو أمرا منطقيا وملحا في ظل ما يجري حاليا في سورية من قمع وتنكيل بالاحرار السوريين الذين يخوضون رحلة نضال باسلة ومشرفة لنيل حريتهم وإسترداد وطنهم ، لأن هذه الواقعة تظهر أن للسوريين دينا في أعناق أشقائهم المصريين ، وهو ما يبرر في إعتقادي السؤال الذي يطرحه أصدقائي السوريين همسا رقيقا تارة وعتبا غاضبا تارة اخرى : لماذا يخذلنا المصريون في ثورتنا ضد هذا النظام القمعي ؟ لماذا يسكتون ويتفرجون علينا بينما نذبح على يد مليشيات النظام وشبيحته وعصاباته الامنية؟ .يبدو هذاالسؤال مشروعا جدا ومقبولا تماما لان العتاب يكون على قدر المحبة ومشاعر الود ومن هنا أجدني متفهما ومستوعبا لهذا العتاب وذلك الشعور بالخذلان لدى قطاع كبير من الاشقاء السوريين وخصوصا النخبة من موقف مصر الثورة من نضالهم الراهن ضد الظلم والاستبداد.
هذا التفهم و ذلك القبول بتلك المشاعر العاتبة والغاضبة من قبل الاشقاء السوريين لا يعني الاتفاق مع ما يذهب اليه هولاء من أن ثورة مصر خذلت ثورة سورية، وأستطيع أن أقول بارتياح كامل أن لا يوجد مصري واحد على ارض المحروسة إلا ويساند السوريين في معركتهم الصعبة والباسلة في مواجهة رصاص القتلة والمستبدين من عصابات النظام .وهذا ما يمكن تملسه بجلاء لدى المصريين بمختلف طبقاتهم والوانهم السياسية والاجتماعية وهو تعاطف ينبع من الشعور بالواجب الوطني تجاه الاشقاء في سورية. لكن هل تكفي هذه المشاعر الصادقة لازالة الشعور بالخذلان لدى الاشقاء السوريين ؟ الاجابة بكل تأكيد هي النفي ، فاذا كان ذلك مقبولا من المواطنين العاديين وبسطاء الناس ،فانه ليس كذلك من جانب النشطاء السياسيين والنخبة المصرية ومختلف القوى السياسية ومنظمات المجتمع المدني ووسائل الاعلام التي لم تظهر حتى اللحظة الدعم اللازم المقنع لمساندة ثورة اشقائهم في سورية.صحيح جرت مظاهرات متكررة أمام السفارة السورية بالقاهرة تنديدا بالقمع الدموي للمتظاهرين السوريين ودعما واضحا للثوار ، لكنها بدت محدودة وغير متناسبة مع حجم الجرائم والفظائع التي ترتكب في هذا الجزء العزيز من وطننا العربي . وإلى جانب هذه المظاهرات فقد برزت عدة مواقف مساندة للثورة السورية من جانب نخبة من الكتاب والمثقفين الذين اتهموا اتحاد الكتاب ورئيسه بالتخاذل وعدم إتخاذ موقف حقيقي وقوي مما يجري في سوريا. كما أعلنت . أعلنت حركة '6 أبريل' أحد القوى الأساسية التي مهدت لـ 'ثورة 25 يناير' في مصر دعمها للحركة الاحتجاجية في سورية ومطلبها برحيل الرئيس بشار الأسد. وأكدت تضامنها وجموع شباب الثورة والشعب المصري عامة مع ثورة الأشقاء الأحرار في سورية، ودعم انتفاضتهم السلمية في سبيل تحقيق كافة مطالبهم المشروعة.وإلى جانب ذلك كله فلاتخلو صحيفة مصرية من مقالات لكتاب وصحافيين تحمل تنديدا وإستنكارا لجرائم النظام السوري.
ولكن هل يكفي هذا ؟ بالتأكيد لا.. فكل أشكال الدعم تلك تبدو أقل كثيرا مما يجب أن يفعله نشطاء وثوار مصر وأقل مما يتوقعه الاشقاء السوريون من مصر الثورة، فدعم نضال السوريين لنيل حريتهم وتحديد مستقبلهم ، يبقى فرض عين وواجبا اخلاقيا قبل أن يكون التزاما سياسيا بدعم أحرار سورية لانه يشكل جوهره إستكمالا لرحلة الربيع العربي التي إنطلقت من تونس ومصر عبر مساندة أشقائهم في سورية ،لتكريس قيم الحرية والكرامة والمساواة التي غابت طويلا عن هذه المنطقة من العالم . وهنا يمكن الاعتراف بان ثمة تقصيرا قد وقع من جانب النخبة والثوار في مصر في دعمهم لثوار سورية ، لكنه تقصير لا يصل لحد الخيانة كما يحاول البعض ، فثمة فارق شاسع بين التقصير والخيانة في هذا المقام .
ثمة قائل بأن الثورة المصرية لم تستكمل رحلتها بعد وحجم الأخطار والتحديات المحدقة بها من الداخل والخارج ، ربما لا تتيح للقوى الثورية والسياسية الفرصة لالتقاط الانفاس وبالتالي مد يد المساندة والدعم للثورة في سوريا ، وهذا صحيح بالتأكيد لكنه لا يصمد كأساس لتبرير أي تقصير عن حشد كل أشكال الدعم للاشقاء السوريين لاستكمال رحلتهم نحو شواطىء الحرية. صحيح أن القوى الثورية في مصر تم إنهاكها عبر معارك حقيقية حينا ووهمية أحيانا بهدف منع الثورة من إستكمال مسيرتها ، وصحيح أن الأجواء الملبدة التي تعيشها مصر الثورة خلال هذه المرحلة الانتقالية وحالة القلق على مستقبل الثورة تدفع الكثيرين من النخبة والثوار للانكفاء على الداخل لمواجهة كل محاولات الالتفاف على الثورة أو إجهاضها، لكن ذلك لا يجب أن يكون مبررا للانشغال عما يجري في سورية أو عدم تقديم المساندة والدعم لانتفاضة أبنائها الأحرار. ليس فقط من أجل أنجاح الثورة السورية بل قبل ذلك لاستكمال الثورة المصرية والحفاظ عليها ، فكل شواهد التاريخ وصفحاته تعلمنا أن مصير هذين البلدين مرتبط ارتباطا عضويا وأن ما يجري في أي منهما سيكون له بالتأكيد انعكاساته العميقة على البلد الاخر. ومن هنا يصبح دعم الثورة السورية شعبيا وإعلاميا من جانب مختلف القوى الحية في مصر واجبا أخلاقيا والتزاما سياسيا لا يجب أن نحيد عنه مهما كان التحديات والعقبات الداخلية التي تعترض ثورتنا حاليا.فالشعب السوري الشقيق يستحق منا أكثر من مجرد التعاطف.' كاتب مصري

الخميس، 18 أغسطس 2011

ايها المعارضة السورية .......اما ان تتوحدوا او ترحلوا كما رحل النظام

مع احترامنا الشديد لماضيها الحافل بالنضال وعذاباتها الموجعة والمأساوية  وتشردها في الافاق.....
لم تستطع المعارضة السورية بكل اطيافها ان تقدم نموذج متكامل لنظام متماسك قادر على ادارة شؤون البلد
ولو بشكل مؤقت عبر المرحلة الانتقالية وهي فضلا عن ذلك تعاني من خلافات خطيرة بالنسبة للمرحلة الحالية تخيفنا نحن
الشعب السوري الذي انتظرنا منها ان تكون مستعدة واذا بها تخرج علينا وعلى رؤوس الاشهاد بانقساماتها واختلافاتها وخلافاتها
المؤلمة جدا على الاقل بنظري والتي احدثت شرخا في وجدان كل سوري حر يخرج في المظاهرات لانها بدل ان تسهل عليه المهمة صعبتها الى اكبر حد وهذا ما لا يطيقه اي سوري يتطلع الى الخلاص من نظام استبدادي ...ليرى معارضة توحي بمستقبل مظلم للغاية ....
قد يشفع لقليل من الاختلاف وسوء ادارة المرحلة انها كانت بعيدة عن ممارسة دورها السياسي خلال العقود الاخيرة ...ولكن ذلك لا يبرر ابدا ابدا ابدا الخلاف القائم حاليا ولا باي شكل من الاشكال ذلك ان النتيجة الفورية لهذا الخلاف هو تأخر الحسم في الشارع السوري وذلك طبعا يصب في مصلحة النظام اولا ... ويدفع ثمنه المتظاهرون الاحرار .....وجنود الثورة المجهولين الابطال ثاتيا  .....

لذلك ندائنا الاخير للمعارضة السورية هو ....اما ان تتوحدوا  او ان ترحلوا............. فالشعب السوري لا يحتمل خلافاتكم المخملية لانه يدفع ثمنها من دماء ابنائه الاحرارالذين هم اغلى..... اغلى........اغلى .......  من اي اعتباراخر 


...

عذر اقبح من ذنب

اذا كان نبيل العربي كما يدعي انه لم يذهب الى دمشق لتاييد الطاغية فلماذا لا يصدر بيان يوضح فيه دعمه لمطالب الشعب السوري في الحرية والديمقراطية .....انظروا كيف يحاول ان يجد لنفسه التبريرات ...يقول اقراوا الحوار الذي داربيني وبين الاسد لكي تعلموا ما بين السطور ونقول لهذا الغر السياسي  ان الشعب العربي عموما والسوري خصوصا لم ينتفض الا ليقضي على ثقافة الجبن والنفاق السياسي وقراءة ما بين السطور .....نحن نريد كلام واضح يكتب في السطور وليس يفهم من بين السطور يا سيد عربي.... نحن نريد عربي من اصحاب المناصب ليكون ..رجلا ... ولو في موقف واحد في حياته

سلمية الثورة

 
صدقوني التمسك بسلمية الثورة لا يعبر عن ضعف بل هو القوة في كل شيئ..
قوة التحدي والارادة ..
الاستعداد للتضحية في سبيل ما تؤمن به ........
فعندما تتحدى القاتل بعدم الخوف من الموت فقد افقدته سلاحه الوحيد .....
قد يرى بعضكم كلامي عاطفيا ولكني ارى ان قمة الجبن هو ان تستقوي بسلاح قادر على حمله الوضيع واللص والمجرم والسفاح......
بينما كل الشجاعة في تحدي الموت بالموقف والتضحية في سبيل الهدف فهو السلاح الذي لا يقدر على حمله الا الشرفاء

خواطر من وحي الثورات العربية - فيصل القاسم

 يا الله ما أروعك أيها الموبايل ذو الكاميرا! يا الله ما أروع وسائل الإعلام الجديدة كالفيس بوك، وتويتر، ويوتيوب! لقد دخلت التاريخ من أوسع أبوابه أيتها السيوف اللامعة الرائعة المسلطة على رقاب الطغاة والمستبدين. لولاك لما سطع نجم الثورات. سيري والله يرعاك!

السلاح الوحيد الذي يرفعه السواد الأعظم من الثوار العرب في وجه الطغاة في الدول العربية
الثائرة هو جهاز الموبايل وكاميرته فقط.

لا يخاف من الضوء إلا الحرامي. وبعض الأنظمة كالحرامي تخاف من الضوء الإعلامي، لأنه يكشف حقيقتها الوحشية والفاشية الرهيبة.

كم أشعر برغبة شديدة للضحك عندما أسمع فضائيات حكومية عربية لم تعرف يوما سوى الكذب الثقيل والدجل والفبركة والتلفيق وهي تكيل الشتائم للإعلام العربي والعالمي الحر، وتتهمه بعدم النزاهة. رمتني بدائها وانسلت. طبيب يداوي الناس وهو عليل.

كل شعوب العالم المتقدم تدفع ضرائب لكي تحصل على وسائل إعلام تنوّرها، وتخدمها، وتعبر عنها. أما في عالمنا العربي التعيس فوسائل الإعلام تستنزف الكثير من أموال الشعوب لكي تكذب عليها، وترهبها، وتهددها، وتركّعها، وتخوّن كل من لا يسير على خطى الطغاة. والمضحك أنهم يسمونه إعلام الشعب، بينما هو لا يسمح لأحد غير السلطات القذرة للتعبير عن نفسها فيه.

اعتادت وسائل الإعلام العربية الحكومية أن تكذب على الشعوب حتى في سرد درجات الحرارة، فكيف للشعوب أن تصدقها الآن في وقت تخوض الأنظمة الحاكمة حروباً شعواء ضد شعوبها قتلاً وقمعاً وبطشاً وسحقاً وسحلاً واعتقالاً وسجناً وتعذيباً وقنصاً؟

يقولون عادة لا تصدق كل ما تسمع ولا نصف ما ترى. وفيما يخص الفضائيات الحكومية العربية، من الأفضل أن لا تصدق شيئاً من كل ما تسمع ومن كل ما ترى. وإذا صدقت شيئاً فإنك مغفل.

قبل أن تصدّق أي شيء يذيعه الإعلام الحكومي العربي، عليك أن تضع كلامه في غربال فتحاته واسعة جداً، وسترى أن كل الكلام سقط من فتحات الغربال.

من الخطأ الفادح تسمية الإعلام الحكومي العربي والإعلام الخاص الدائر في فلكه، من الخطأ تسميته “إعلام”، هو في الواقع “إعتام” وليس إعلاماً.

أكثر ما يُضحك أن بعض الحكام وأبواقهم الإعلامية وأنظمتهم يصورون أنفسهم على أنهم فقط الوطنيون، وكل من يخرج على طاعتهم فهو خائن وغير وطني، مع العلم أن الوطنية منهم براء، وأن الشعوب الثائرة أكثر منهم وطنية بألف مرة على أقل تقدير. يا الله كم تاجروا بالوطنية، وحلبوها حتى آخر قطرة، وما زالوا بصفاقة عز نظيرها!

إذا كنت مع النظام فأنت، في نظر الحاكم وأجهزته، وطني حتى النخاع، وإذا كنت مع الشعوب الثائرة فأنت خائن ابن خائن.

لو أحصيت عدد الذين يجعرون على شاشات التلفزيون دفاعا عن الأنظمة العربية المتداعية تحت تأثير الثورات المباركة لوجدت أن عددهم قليل جداً. وهم بالتأكيد مرتزقة ومدفوعو الأجر، أي أنهم لا يدافعون عن الأنظمة بقدر ما يدافعون عن مصالحهم. وليس عندي شك بأنهم سيكسرون الجرّة وراء الحكام لو توقفوا عن دفع أجورهم. بعبارة أخرى، لا يدافع عن الطغاة العرب غير بلطجيتهم ومرتزقتهم أو أقربائهم في المصلحة أو الدم أو النسب والحسب أو العشيرة أو الطائفة أو القبيلة.

لا أدري، نضحك أم نبكي عندما نسمع أبواق الأنظمة العربية وهي تتبجح بأن الأنظمة انتصرت على المخربين. فعلاً شيء يُضحك، ويبكي في آن معاً، يُضحك لأن أبواق الأنظمة كذابون ومغفلون، ويلعبون حرباً نفسية سخيفة ومكشوفة مع الشعوب، ويُبكي لأنهم يعتبرون قتلهم لشعوبهم والتنكيل بها نصراً للحكام، وأن القمع والبطش بالشعوب سيعود إلى سابق عهده.

سمعت من مسؤول عربي كبير ومطلّع شخصياً أن أكثر ما أخاف الحكام العرب أن الشعوب انتفضت ضدهم سلمياً، مما وضعهم في مأزق كبير. لكن بعضهم بالتعاون مع طغمته الحاكمة طبعاً وجدوا الحل فوراً. فقرروا تصوير تلك الثورات في وسائل إعلامهم على أنها مسلحة، وراحوا يفبركون القصص والأحداث السخيفة كي يجدوا مبرراً لقمع الثورات والقضاء عليها. وشهد شاهد من أهلهم.

الله عز وجل يخيّر الإنسان بين الإيمان والكفر: “فمن شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر”. أما بعض الزعماء العرب وكلاب صيدهم فإما أن تحبهم غصباً عن الذين خلفوك، أو تصبح من المغضوب عليهم إلى يوم الدين.

كيف تأمن الشعوب جانب الأنظمة التي تعدك بالتغيير، ثم تقتل كل من يصرخ في وجهها بالرصاص الحي؟ كيف تصدّق الشعوب وعود الإصلاح إذا كان الإنسان لا يستطيع أن يعبر عن رأي بسيط فيما يحدث؟ شاهدنا ما حصل لبعض الشخصيات لمجرد أنها تضامنت عاطفياً مع ضحايا الثورات، فشيطنوها ولعنوا “سنسفيل أبوها” في أبواقهم الإعلامية الساقطة. لم يتغير شيء في عقلية الحكام تحت ضغط الثورات، فما بالك إذا توقفت الثورات، فإنهم سيسحلون الجميع انتقاما وثأراً
.
من المعروف أن أي شخص يشارك في مظاهرة ضد أي نظام عربي في الخارج يعلم أنه لن يُسمح له بالعودة إلى وطنه. وإذا عاد، فإنه سيقضي ثلاثة أرباع حياته متنقلاً بين فروع الأمن والشرطة. والسؤال الآن: ماذا ستفعل الحكومات العربية بعشرات الألوف الذين خرجوا في مظاهرات ضد هذا النظام أو ذاك في هذه العاصمة أو تلك؟ معلوم أن مجرد إطلاق تصريح مؤيد للثورات يجعل صاحبه من المغضوب عليهم إلى يوم الدين. ويتحدثون عن الإصلاح. عيش يا كديش ليطلع الحشيش.

حتى لو كان الشيطان الرجيم يشارك في الثورات العربية من أجل مصالحه الشيطانية الخاصة، فهذا لا يقلل من قيمة الثورات كثيراً، المهم أن السواد الأعظم من الشعوب مع التغيير. ولا يضير الثورات اختراقها من بعض السفلة، هذا إذا تأكد الاختراق فعلاً، ولم يكن مجرد ذريعة حكومية مفضوحة للقضاء على الثورات بحجة أن فيها مخربين ومتطرفين.

الشعوب في الدول التي تحترم نفسها تدفع ضرائب كبيرة من أجل تمويل قطاعي الأمن والجيش كي تحصل على الأمن والأمان الداخلي، وكي تحمي بلادها من المخاطر الخارجية. أما عندنا نحن العرب، فتدفع الشعوب من دمها لتمويل الشرطة والجيش كي يقوما في النهاية بقتل الناس وترويعهم وإرهابهم وسحلهم في الشوارع. لقد غدت جيوشنا رمزا للبطش في الداخل، ورمزا للتخاذل مع الخارج.

في الدول التي تحترم نفسها عندما يشعر المسؤول شعوراً بسيطا للغاية بأنه أصبح غير مرغوب فيه، يقدم استقالته فوراً من منصبه، ويخرج باحترام، أما في الدول العربية فتخرج الملايين إلى الشوارع مطالبة بتنحي هذا الزعيم أو ذاك، ناهيك عن أنها تصفه بأقذع الأوصاف، وتمسح به الأرض، ثم يقرر الزعيم المنتهكة كرامته أن يبقى في الحكم حتى لو أباد الألوف من المتظاهرين. فعلا عجب عُجاب. كأن الزعيم العربي يقول: إما أحكمكم وإما أقتلكم!

ألف رحمة من الله على كل عربي ثائر قضى في الثورات الحالية. والى جنان الخلد أيها الثوار الشرفاء. وألف لعنة على قتلتكم الذين لم يكتفوا بقتلكم بل راحوا يشوّهون سمعتكم بفبركات ما أنزل الله بها من سلطان لا يمكن أن يصدقها من في رأسه ذرة عقل.

كل من يعتقد انه يستطيع أن يحارب الأعداء بشعب من العبيد فهو مخطئ تماماً، أو متآمر مع الأعداء أنفسهم. فلا يقاتل ببسالة إلا الأحرار. ولنتذكر قصة العبد عنترة الذي ظل خانعاً حتى تحرر من عبوديته، فأصبح مضرباً للأمثال في البطولة والشجاعة. حرروا شعوبكم أولا كي يحرروا الأراضي العربية المحتلة!

وأخيراً: الشعوب العربية أدرى بشعابها وحكامها، فلا أهلاً ولا سهلاً بأي تدخل خارجي تحت أي ظرف كان.

فيصل القاسم

لقراءة المزيد من أرفلون نت اضغط هنا http://www.arflon.net/2011/07/blog-post_31.html#ixzz1VVPT5Tes

تهديد امن الوطن ......(.أمن الشبيحة)!!!

من المفارقة العجيبة أن يصبح أفراد عصابات الإجرام ( الشبيحة ) ؛تلك العصابات الخارجة عن القانون؛ و"التي يعرف السوريون جيدا، خصوصا ؛ الأخوة من أهل الساحل معنى هذا المصطلح"، والتي لا يخفى تاريخ إنشائها، وهدف إنشائها على أي مواطن سوري !! أن يصبحوا من أكثر الأشخاص وطنية وحرصا على امن الوطن، بل إن هذه العصابات أصبحت من المقدسات، ويحرم على أي مواطن سوري أن ينتقد عملها،أو حتى ينتقد أي شخص ينتمي إليها مهما أساء هذا الشخص للوطن أو المواطنين، بل إن من يتجرأ عل ذلك يصنف ضمن الخونة المتآمرين ، ويعاقب بأشد العقوبات مهما كانت مكانة هذا الشخص أيضا......
فكلنا يذكر حادثة الإساءة إلى امن الوطن التي اقترفتها رئيسة تحرير جريدة تشرين السيدة سميرة المسالمة عندما حمَلت هذه العصابات مسؤولية القتل الذي حدث في درعا بعد أن سمعت الحقيقة من أقاربها الذين عاينوا القتل بأعينهم لا بأسماعهم كما تعودت هي أن تسمع به من خلال مراسلي الجريدة أو من خلال التلفزيون السوري .
هذه السيدة التي عٌينت من قبل النظام في مركز حساس كرئيسة تحرير جريدة تشرين ،مما لا شك فيه أنها كانت تحسب على هذا النظام ولدرجة كبيرة بحكم هذا المركز، لم تستطع بعد أن عاينت مقدار الغبن الذي وقع فيه الشعب السوري من قبل نظامه الممانع أن تردد ما يقوله أبواق النفاق والكذب بل إن عقلها "المندس" المنسجم مع الفطرة البعيدة عن الانحراف صدح بالحق وقال الحقيقة الظاهرة التي لا تخفى عن أي مواطن سوري موالي أو" مندس".
قالت بان من يقتل الناس في درعا هم قوات الأمن أو هم على الأقل المسئولين عن القتل فكان عقابها على تهديدها امن الوطن بهذه الطريقة (امن الشبيحة) أن أقيلت من منصبها .
وكذلك حدث مع الفنانين الذين عبروا عن أراء لا تسبِح بحمد الشبيحة الذين قتلوا الأطفال في درعا ومنعوا عنهم الحليب وقطعوا الكهرباء عن المشافي وإمدادات الغذاء عن الأهالي لمدة أسبوع كامل كان لهم نصيبهم من التخوين والاتهامات بالعمالة، وغير هذا من الأمثلة الكثير.... .
كما أني أنا كاتب هذه السطور تعرضت لذات الاتهامات وبنفس الطريقة وذلك لأني اقترفت أعمال الخيانة عندما قلت إن من يقتل الناس في درعا هم الشبيحة وقوات الأمن كما أني انتقدت طريقة كلام احد المحسوبين على اللجان الشعبية حيث كان يمارس نوعا من الكذب الفاحش الذي لا يحترم عقل السوريين.
واليكم هذه القصة:
أنا طبيب مقيم قيد الاختصاص في مشافي وزارة الدفاع في سنتي الثالثة لم أكن يوما على علاقة مع العدو الصهيوني الغاشم ولا حتى صرحت يوما بحب اميريكا ولكني كنت مواطنا سوريا عاديا وعلى الرغم من انتمائي إلى صفوف حزب البعث بطريقة أو بأخرى كنت ابتعد عن السياسة كبعدي عن المحرمات كما يفعل العديد من أبناء بلدي المقهورين منذ ولادتهم بصرخات الولاء وهتافات الفداء للأب القائد والابن من بعده
ولكن ما أن بدا الربيع العربي وتفجرت ثورة الكرامة في سوريا حتى أنعشت في قلوبنا نحن السوريين الأمل بالتغيير وأصبح يراود كل السوريين حلم الإنعتاق من قيد الظلم هذا الحلم الذي طالما اعتبره أصحاب القصور كابوسا مفزعا اعدوا العدة للتخلص منه بكل وسائلهم، الإجرامية منها، وغير الإجرامية ..
ومع انطلاق الاحتجاجات في بلدي درعا حتى بدأت وسائل الإعلام العالمي تتناقل الخبر وتتحدث عن القتلى والجرحى والاعتقالات وأنا بين مصدق ومكذب لما اسمع بحكم تواجدي في دمشق أولا ونتيجة لما كنت اسمع من التلفزيون السوري ثانيا حتى قمت بزيارة لأهلي في درعا وكان قد مر على بداية الأحداث ثلاثة أسابيع تقريبا لأرى واسمع الخبر اليقين الذي يتجسد بالتالي:
أن الشعب السوري أو على الأقل أهل درعا في هذه المرحلة عازم على تحقيق الحلم سالف الذكر.
وتصادف تواجدي في درعا على ما اذكر مع جمعة الغضب التي سبقها حصار الجيش لدرعا طوال أسبوع دامي تخلله قتل واعتقال وقطع الكهرباء والماء والاتصالات والترهيب والاهانات التي لم يكن لأهل درعا أن يقبلوها أو يحتملوها .
وفي تلك الجمعة خرجت جميع القرى التي تقع غرب درعا بمسيرة سلمية لفك الحصار عن درعا وكنت من بين الجموع التي خرجت سيرا على الأقدام تحمل أغصان الزيتون ولم يكن احد من الأهالي يحمل عصا أو سكينا .وقدرت أعدادهم ب15 ألف
كانت الساعة حوالي الثالثة من بعد الظهر عندما وصلنا إلى بلدة اليادودة التي تبعد حوالي 3 كم عن أول حاجز عسكري وضع على أبواب المدينة المحاصرة وفوجئنا بمن يخبرنا ممن حولنا إن مراسل قناة الجزيرة جاء متسللا عن طريق الحدود الأردنية ليكون شاهدا على ما يحدث في درعا ورأينا ذلك المراسل يحمل كاميرا تلفزيونية ويراقب الحشد عن قرب بعدسته ولم يفكر احد منا بهوية المراسل المزعوم .
استمر الناس بالسير وهم يهتفون بالحرية والعدالة وفك الحصار عن درعا وكنا قد اقتربنا من الحاجز الذي صنعه الجيش كان يفصلني عن بداية المظاهرة ما يقرب من 150 متر عندما سمعنا أصوات الرصاص بدا يطلق بشكل جنوني بل هستيري وبدا سقوط القتلى والجرحى ومع ذلك بقي الناس في أماكنهم إلا الذين تبرعوا لإسعاف الجرحى وحمل الشهداء
من الشباب من بدا بترديد الشهادتين وهو يسير باتجاه الحاجز، كنا نتبعهم،حتى رأينا بين حقول القمح عددا ممن يرتدون زي الجيش وهم أول من أطلقوا الرصاص وعندما شوهدوا انهمر الرصاص أكثر حتى بدا الناس بالفرار من القتل فتراجعنا قليلا ومع استمرار الرصاص سقط بجواري احد الجرحى، أشار إلى الناحية العلوية اليسرى من صدره فكشفت قميصه وإذا برصاصة اخترقت صدره من المنطقة المذكورة وخرجت من تحت إبطه، حملته أنا وشخص آخر إلى سيارة تطوع صاحبها لنقله وانطلقنا به إلى إحدى المشافي المجاورة وكان طوال الطريق يردد الشهادة ويحمد الله أن رزقه إياها .
وما أن وصلنا حتى راعني منظر الجرحى والشهداء على الأرض كانت المشفى بوضع هستري لا يطاق، صراخ في كل مكان، جثث الشهداء ملقاة على الأرض، والأهالي بحالة ذعر يفتشون عن قتلاهم ، بينما صاحبنا المراسل كان قد سبقنا إلى هناك ذلك المراسل الذي اكتشفنا فيما بعد انه من المخابرات كان يصور كل من شارك في المظاهرة باستخدام كاميرا تلفزيونية .. أدخلت رفيقي الجريح إلى قسم الأشعة لآخذ صورة لصدره مكان الجرح وطلبت منه أن ينتظر معا اخوه" الذي كنا قد أعلمناه فأتى مسرعا" حتى يتم تحميض الصورة .
بعد دقائق قليلة خرجت الصورة وكان من الضروري أن يجرى له تفجير صدر بحثت عن جريحنا الشهيد فوجدته قد هرب مع اخوه خوفا من قوات الأمن أن تأتي وتختطفه أو تجهز علية ومثله فعل الكثير ولم اعلم إن كان عاش أو استشهد، وكان عدد الذين استشهدوا ممن خرجنا بصحبتهم ذلك اليوم فقط هو 27 شهيد وهذا ما رأيت بعيني ولم يخبرني به احد...
عدت في نهاية اليوم إلى بيتي بأشد أنواع الأسى والإحباط.... هل من المعقول أن يقتل إنسان عاقل ابن بلده لا لشيء إلا لأنه أراد أن يعيش بكرامة؟ أراد أن يكون إنسانا كغيره من الناس في هذا الوجود............... لماذا هذا الاستهتار بدماء السورين إلى هذا الحد ؟
انتهت إجازتي فحزمت أغراضي وعدت إلى دمشق وفي صباح اليوم التالي ذهبت كالعادة إلى المشفى حيث اعمل وتفا جئت بأحد الزملاء يسألني عن سبب سقوط ما يقرب من 27 شهيد في تلك المنطقة من درعا ذلك اليوم فأجبت وأنا من عاين لا من سمع في لحظة غابت فيها عن ذهني كل الاعتبارات الطائفية أو على الأقل تلك التبعية العمياء لمن يدعي انه يحكم باسم الطائفة ولكن لم يغب في تلك اللحظة عن ذهني معنى الصداقة الممتدة لسنوات أجبت: قوات الأمن .... فكان جوابي كالصاعقة على زميلي الطبيب الشبيح فثارت ثائرته ثم تظاهر فيما كما لو انه لم يسمع ما قلت ..... وما هي إلا لحظات حتى تكرر الموقف مع (طبيب) آخر ولكن هنا كانت المشكلة في عقلية .هذا .الطبيب..(الشبيح). من المحسوبين على اللجان الشعبية الذين يمتازون بعقولهم الخاوية من كل ما يرتجى فيه الخير ولكنهم يمتازون بأنهم يستطيعون أن يصنفوا الشعب السوري بين خونة ووطنين.
هذا الطبيب السوبر مان جاء في ذلك الصباح ليتحفنا بمغامرات ليلته الفائتة بملاحقة العصابات المسلحة التي اكتسبت بعدا هوليووديا في زمن الإعلام التلفزيوني الدنيوي اقصد (طبعا قناة الدنيا ) .... فهو كما يدعي انه في الليلة السابقة أي ليلة الجمعة السبت اكتشفوا عصابة مسلحة في حي المزة86 بدمشق !!!!!! لا يخفى على احد في مدينة دمشق طبعا تركيبة هذا الحي المكونة من عائلات اغلب المنتمين إلى الأجهزة الأمنية........."""""هل يعقل لمن يحمل السلاح بصورة غير شرعية
أن يختار هذا الحي للتواري""""" تابع هذا الطبيب السوبرمان أن هذه العصابة المسلحة المندسة التكفيرية ...... الخ كانت تحمل أسلحة متوسطة وخفيفة من رشاشات وقاذفات ار. ب .ج وسيارات دفع رباعي وأجهزة اتصال متطورة . ثم مع كل هذا هجم عليهم مع زملائه عراة الأيدي واعتقلوهم وسلموهم للمخابرات ... فكدت أن افقد عقلي وأنا من رأيت بالأمس ما حدث في درعا عيانا فقلت لذلك السوبرمان.... الم تجدوا معهم رؤوس نووية!!!!!!!
فاختلطت ألوان وجهه المختلفة .... حنقا لأنه كان يتصور نفسه يحمل رسالة كتاب المخابرات المقدس بان كلامه كما أوامرهم لا تقبل النقاش أو النقد فاجتمع في جعبة الزملاء ما يكفي لإدانتي بالجرم العظيم.
وصلت تفاصيل هاتين الحادثتين لأحد الأطباء الضباط الذي طالما ناصبني العداء لأسباب كنت اجهلها إلى زمن ليس ببعيد ،ثم لم تغب عشرة أيام حتى وجدت نفسي مدعوا بشكل عاجل وبدون سابق إنذار ،وبدون أن يعلم احد من المسئولين عني في العمل صغيرا كان أم كبيرا عن السبب .
اخبرني من سلمني الدعوة عن وجهتي الفرع.................... في كفرسوسة .
بت تلك الليلة أراجع الجرائم التي ارتكبتها طوال عمري فلم أجد ما يستدعي أن استدعى لأجله بهذه الطريقة الغامضة
ولم يخطر ببالي حادثة الاعتداء على امن الوطن تلك.
في اليوم التالي وصلت إلى ذلك الفرع وبعد أن عزلوني عن كل ما هو حي أجلسوني في غرفة أثاثها بسيط لمدة ساعتين تخللها كتابة ما يعرف عندنا في سوريا بالنشرة الأمنية . وبعد ذلك اخبروني أني ساقا بل العميد رئيس الفرع فقلت في نفسي أزفت الآزفة .
دخلنا إلى مكتب رئيس الفرع ذو الأثاث الفخم جدا ثم طلب مني دون أن يرد تحيتي: الجلوس فجلست ، ثم اخبرني بما قلته يوما بالحرف واتهمني باني استهزأ بقوات الأمن واللجان الشعبية ، ثم سألني بصيغة الذي لا ينتظر جوابا هل من المعقول أن تقتل قوات الأمن المتظاهرين العزل الأبرياء!!!!! آو أن تقتل احد عناصرها!!!!!!!!!! ، ثم اخبرني بطريقة الخائف جدا !!!!!!على مستقبلي """"" احسنلك يادكتور إياد خليك بشغلك ودير بالك على مستقبلك """""" ثم استدرك"""""" ماني عم هددك ها """""
وقال لي:"" أنت لو ما كنت ثقة ما كنا حطيناك بهالمكان """"على الرغم من أن ما خولني لذلك هو معدل نجاحي لا الواسطة كما يعتقد هو.وكان يكرر "" احلف عنك انك كنت تشترك بالمظاهرات """ وقال"" بكرة بيطلع قانون التظاهر ويتطلعوا كلكن أهل درعا كاتبين مطالبكن على لافتات ويتطلعوا على التلفزيون"""
بعد ذلك انتهت المقابلة بسبب ورود اتصال مهم بعد أن طلب مني أن انتبه لكلامي في هذه المرحلة .
عندها ظننت أن الأمر انتهى عند هذا الحد، حتى طلب مني احدهم أن آتي معه إلى التحقيق أو الدردشة كما سماها هو وكان ضابط برتبة اقل وقال لي""" أنا بدي دردش معك يعني أنت مثقف ومنتسب لحزب البعث """"
طوال فترة التحقيق أو الدردشة التي استمرت حوالي ثلاث ساعات ونصف وهو يحاول أن يجد ما يدينني وفق ما يحب هو ،،كما اجتهد ليفهمني بأسلوب تخويني أن ما يفعله أهل درعا ما هو إلا بتوجيه من إسرائيل عن طريق سعد الحريري لإسقاط النظام!!!!!فسبحان من جعل من سعد الحريري قادرا على إسقاط أنظمة وإقامة أخرى ولكن الأمر كما قال نزار قباني الله........الله ... يا زمان !!
انتهت جلس الدردشة بتعهدي تحمل أقسى العقوبات في حال ثبت علي سخريتي من قوات الأمن (الشبيحة).
عدت في اليوم التالي إلى عملي الذي استمر حوالي عشرة أيام لأفاجئ بعدها بقرار فصلي من قبل وزير الدفاع شخصيا وتبرير الوزير كان لضرورة الأمن ويفهم من هذا التبرير طبعا أني كنت أشكل خطرا على الجيش لذلك لا يحق لي الاعتراض على القرار أو حتى التظلم لدى الوزير لاستجلاء الأسباب الحقيقية ....... والتي كما أراها لا تتعدى أني قلت الحقيقة الواضحة كعين الشمس ولكنهم يريدون من الشعب السوري أن يكذب ويصدق كذبهم إلى الأبد..
هل من المعقول أن يهدد ما قلته امن الجيش والوطن ويستدعي تدخل وزير الدفاع لفصلي أم انه يهدد امن الشبيحة والتافهين ممن يتبعون نفس الأسلوب التشبيحي بكل ما تعنيه هذه الكلمة من اعتبارات ،ذلك الأسلوب الذي يتناسى دوما أن الشعب السوري تجاوز بمئات القرون مرحلة الجمع والالتقاط من مراحل التطور البشري والتي لا يزال نظامنا يعيش فيها إلى اليوم...

مهلا ................... ايها الكتاب المحللون السياسيون مهلا !!!!

خلال الاسبوع المنصرم شهدت الثورة السورية تطورات هامة  ومواقف متعددة خارج سوريا كان لها اثر على اهلنا  الثائرين في الشارع  السوري ....فمنها ما شد من عزيمتهم لتحقيق هدفهم ومنها ما لم يكن له بالغ الاثر ومنها ما كان يستدعي التدقيق فيه لفهمه ......
مما لا شك في ان المواقف الايجابية التي تدعم حقوق السوريين ترفع من معنويات الشارع السوري والشارع الثائر تحديدا ومن بين هذه المواقف كانت المواقف العربية الخليجية وعلى رأسها موقف الملك عبدالله ملك السعودية ...وهو موقف يسجل له وللدول الخليجية الاخرى في نصرة شعب سوري يذبح من قبل عصابات حاقدة حانقة لم نستطع فهم حقدها الاعمى بتفكيرنا السليم ............... بالاضافة الى مواقف غربية وتركية تكررت كثيرا وحفظناها عن ظهر قلب خلال مراحل الثورة السورية ...
ولكن ما لم استطع فهمه ولا تفسيره هوهذا السيل العارم من التحليلات السياسية العربية والغربية التي تنذر بالويل والثبور  والعار والشنار والاسى والخسى ...........و.,,ووووو,الخ  الخ الخ .......على الشعب السوري الثائر  وكيف قبل بمواقف دول الخليج حليفة اميركا وصاحبة محور الاعتلال وبائعة فلسطين ولصوص النفط العربي وووووو الخ الخ الخ الخ  المؤيدة لثورته وكأن على الشعب السوري ان يبقى يذبح باسم الممانعة دون ان يرف جفن احد من العرب والعجم لماساته .....ثم كيف يقبل الشعب السوري ان تتدخل تركيا العثمانية في الشؤون الداخلية لدولة الممانعة وحاضنة الشرف والكرامة العربلية الوحيدة في المنطقة .....وكأن الشعب السوري الثائر من جديد هو من يجب ان يغلق فمه ويمنع دمه من النزيف عندما يتم ذبحه من قبل عصابة الممانعين  ...... ثم هذه الطامة الكبرى لاحد الكتاب في احدى الصحف العربية الصارخة للحق العربي من لندن يقول ::سوريا المقاومة والممانعة ستبتلع من قبل محور حلفاء اميركا في المنطقة ويقصد دول الخليج وتركيا ثم انها ستصبح دولة حليفة لاميركا ويقول ان مصلحة السعودية واميركا وتركيا في زوال النظام السوري الممانع واضحة وستتحقق بفعل الثورة السورية   وكأن كل ما قدمه الشعب السوري من دماء منذ بداية ثورته هو ثمن لمصالح اميركا وحلفائها في المنطقة وهذا بالضبط ما يروجه نظام الممانعة ويتهم الثائرين لاجله بالخيانة و العمالة ووووالخ الخ ومن المؤسف حقا ان نسمع هكذا تحليل من كاتب عربي في صحيفة تصدر من بلدالحريات ومن كاتب يدعي الاستقلالية والنزاهة !!ثم ياتي محلل   ...اسرائيلي في احدى الصحف العبرية بوصف لشكل النظام القادم في سور يا ويترجم له احد المحللين العرب في الجريدة اللندنية سالفة الذكر ان النظام المحتمل في سوريا الجديدة هو نظام اخوان مسلمين ضعفاء عملاء لاميركا واوروبا وبالتالي اسرائيل تدعم التحول   الجديد من دمشق قوية!!!!!!!!الى دمشق ضعيفة مع الاخوان المسلمين   ........بربكم اليس هذا ما يروج له نظام الممانعة القوي بشهادة اسرائيل مع اني لا ادري معايير القوة التي يصنف على اساسها قويا    ثم تتوالى الاتهامات بعدم وطنية كل من يتحرك في تظاهرات الشارع السوري لانه يستجلب التدخل الخارجي في دولة القومجية .........وهل من القومجية في شيئ ان تقدم سوريا على طبق من ذهب لايران والشيطان تتدخل فيها كما تشاء مرة تتهم الثائرين بانهم عملاء اميريكا والقوى الاستكبارية في العالم ومرة تمد النظام القمعي بالعتاد والمعدات الاستراتيجية لقمع المتظاهرين العزل وهي بالمقابل ترفع راية المستضعفين والمظلومين ....هل من نصرة المظلومين ان تساعد الظالم في ظلمه يبدو ان الحديث الشريف ((انصر اخاك ظالما او مظلوما ......)) قد وصل لايران برواية اصح عن طريقة نصرة الظالم هذا ان كان صانعو القرار في ايران يعتمدون شيئا اسمه الدين او الحديث في تحركاتهم ... اه اه اه اه اه ....الماسي كثيرة ولكن من اهمها واكثرها ماساوية......... هو حديث ديكتاتور الجامعة العربية عما يحدث في سوريا كشأن داخلي ...............سحقا لهذا الشان الداخلي الذي يراق فيه  دم مسلم في شهر رمضان  ...........  ثم يطلب منا ديكتاتور الجامعة ان نموت دون ان نزعجه بصرخاتنا التي اسمعت العالم باسره من جنوبه الى شماله ومن غربه الى شرقه .......وانا اعده انه لن يسمع بعد اليوم الا صرخات الكرامة العربية التي ستهزه وتهز المنافقين في وطني العربي من الخليج الى المحيط هزا مدويا مدويا مدويا .....
اخيرا اقدم اعتذاري اليك يا شعبي..... شعب سوريا الجديدة........ البطل شعب الشهداء شعب ثورة الكرامة الحقيقيةالجريحة  في كل الوطن العربي .....
اعتذر اليك عن كل من بخسك حقك الذي يليق بك ...وبموقعك ...وتضحياتك الجسيمة.... رسموا مستقبل سوريا الجديد على كراساتهم دون ان ياخذو رأيثك ....وكأن انتفاضتك وانتفاضة العرب جميعا لم تكن ضد هذا النمط من االتفكير الذي يهمشك من جديد .....واقول لكل محلل ومتنبئ ارجو ان تتعلم  ان تفكر على ضوء ثورة الكرامة السورية وان تضع تصوراتك لمستقبل الشرق   على اساس ذلك.....  ولا تنسى  ابدا ابدا  ابدا..... ان من يرسم مستقبل سوريا هو شعبها وشعبها فقط لا اميركا ولا الغرب ولا تركيا ولا الخليج ........... هو الشعب السوري الذي سينقل دمشق من نظام ممانع كاذب ضعيف  الى نظام يرجع حقوقه بقبضته قوي بشعبه الذي استطاع ان يقف دون سلاح في وجه اكثر انظمة العالم وحشية فما بالك بالسلاح ...... نظام يبني علاقاته مع كل العالم على اساس المصالح والاحترام المتبادل وليس على اساس التبعية والعمالة وبيع الوطن من تحت الطاولة لانه نظام ......خرج من رحم معاناة وحرب شرسة لانتزاع كرامة السوري المسلوبة منذ عشرات السنين ..........................................